تشهد أرصفة ميناء الصيد بمدينة آسفي حالة من السكون النسبي، بعد توقف مراكب صيد السردين عن الإبحار لمدة عشرة أيام بمناسبة عطلة عيد الأضحى المبارك. ويستغل البحارة هذا التوقف السنوي في أعمال صيانة الشباك والمعدات، استعداداً لاستئناف موسم جديد بعد العيد.
وتُظهر الصورة الملتقطة من الميناء مجموعة كبيرة من البحارة يباشرون إصلاح الشباك التي بُسطت على الأرض، حيث يُعاد ترتيب الطفوّات وربط الحبال الممزقة ومعالجة الأعطاب التي لحقت بها جراء كثافة العمل في الأشهر الأخيرة.
في هذا السياق، يقول الحاج بوشعيب، أحد البحارة القدامى في الميناء:
“هادي مناسبة باش نتهلاو فالشباك ونراجعو كلشي قبل ما نرجعو للبحر. البحر ما فيه أمان، خاص تكون كل حاجة واجدة مزيان.”
من جهته، عبّر رضوان، وهو بحار شاب يعمل في أحد مراكب الصيد الساحلي صنف السردين، عن أهمية هذه العطلة: “كنرتاحو شويا، كنشوفو العائلة، ولكن حتى فالورشة كنخدمو، حيت الشباك خاصها صيانة دقيقة، وما يمكنش نغامرو بيها عند إستئناف الصيد .”
أما عبد الكبير، الذي يعمل كميكانيكي بحري، فأكد أن هذه الفترة تشهد نشاطاً داخلياً مكثفاً رغم توقف الرحلات البحرية . فقد قال للبحرنيوز :”خدامين مع بعضياتنا، كندوزو الماكينات وكنديرو الصيانة باش كلشي يكون واجد، لأن البحر كيعتمد بزاف على السلامة.”
ورغم توقف عمليات الصيد، فإن الميناء ما يزال ينبض بالحياة في الورشات والساحات، حيث تُسمع أصوات المطارق وخياطة الشباك وتبادل الخبرات بين البحارة.
ويُجمع المهنيون على أن هذا التوقف السنوي، رغم طابعه الديني، يشكل فرصة استراتيجية لمراجعة الجاهزية التقنية والبشرية، استعداداً لمواصلة رحلة العمل الشاق في أعماق البحر، حيث يبقى الرهان الأكبر هو تأمين الرزق في ظروف آمنة ومنظمة.