كرامة “بحّارة” في حضرة البؤس .. كلمات تصدح بأشياء!

0
Jorgesys Html test

بقلم : عمار الحيحي☆

أصابني ذهول كبير وحسرة بالغة وأنا أستمع لمجموعة من التسجيلات الصوتية لبعض البحارة يعملون بالصيد الساحلي، يتوسلون ربابنتهم تسبيقات مالية لمواجهة الإكراهات الإجتماعية لعيد الأضحى. حيث أدار هؤلاء الربابنة ظهورهم لهؤلاء البحارة بسبب ضعف المردودية.

الصورة تقريبية من الأرشيف

فطيلة أكثر من شهر ونصف من (هز- حط – أنابا – بارا) ، لم تغطي مبيعات غالبية المراكب حتى مصاريف رحلات الصيد في بعض الموانئ. وبالتالي فمستحقات البحارة ( الباي) لا يوجد لها أثر (صفر على صفر) يعني البحار فهاذ المدة خدم فابور وقد يكون مدينا débiteur …

عمار الحيحي ☆

 في الصيد الساحلي الذي يحتل الريادة في سوق الشغل البحري بالمملكة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي غياب عقود إلتزام للعمل “contrats d’engagement” لا تربط عشرات الآلاف من البحارة أي صلة بالمجهزين (الباطرونا) حيث تبقى صلتهم عرفية فقط بالربابنة (البحري ديالي). وبالتالي إشكالية التسبيقات المالية “Avances” يتحمل وزرها الربابنة أمام المجهزين. وفي حالات كنت شاهدا عليها، ذهبت تسبيقات مالية أداها الربابنة للبحارة أدراج الرياح، بسبب عدم إلتزام البحارة حيث أداها الربابنة للمجهزين من مستحقاتهم يوم “الحساب” ..!

 قطاع الصيد الساحلي يسبح في بحر من العشوائية والتسيب، بسبب العرف الضارب أطنابه وغياب الهيكلة والتقنين وسوء التنظيم ، وغياب مدونة حديثة للصيد البحري تحل مجموعة من الإشكاليات المقززة، ورثناها منذ الحماية( 1919 ) التي باتت تفرمل تطوره..! فهل من المنطقي في شيء أن يعمل البحار لمدة معينة ليلا و نهارا، وفي الاخير تقول ليه ما شاط والو..؟ صحيح أن التضامن مسألة محبذة في هكذا ظروف لكنه يبقى إختياري فقط… لكن حتى متى سيبقى التضامن حلا في غياب إجراءات جريئة، تنقل الحنطة من الحضيض إلى شاطئ الأمان ؟

في قطاع إستراتيجي يعد أحد دعائم الإقتصاد الوطني، برقم معاملات سنوي يفوق 2 مليار أورو (2200 مليار سنتيم) دون إحتساب نزيف السوق السوداء، الذي يقدره العارفون بالخبايا بنصف هذا المبلغ، حيث يعتبر البحار دينامو العملية الإنتاجية، من العيب و العار أن يعيش هذا الأخير في البؤس والحضيض..!

☆ كتبها للبحرنيوز: عمار الحيحي ربان في الصيد الساحلي ومدون مهتم بقضايا البحر والبحارة 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا