أعاد إنتحار بحار خمسيني كان يعمل مساعدا ميكانيكيا على متن مراكب للصيد الساحلي، النقاش بخصوص أهمية المواكبة النفسية للبحارة ، في ظل الضغوطات القوية والتراكمات التي ظلت تحيط بالمشهد المهني، المبني على نظام المحاصة بما تحمله من تقلبات، عادة ما يكون لها إمتداد على المستوى الإجتماعي إنطلاقا من محيط ممتهني النشاط البحري.
وبالعودة إلى حادث الإنتحار الذي تم بواسطة الشنق عبر حبل في مكان مجاور لمحل السكنى، فالأمر يتعلق بمساعد ميكانيكي ينحذر من إقليم آسفي ، وهو بالمناسبة رب اسرة تتشكل من خمسة أفراد ، الأبوين وثلاث فثيات، يقطنون بإقليم إنزكان أيت ملول ، حيث أفادت مصادر مقربة من الضحية ، أن الآخير عانى قيد حياته من ضغوطات نفسية رهيبة، جعلته زبونا للمسكنات العصبية ، حيث تطورت هذه الحالة في الشهور الآخيرة بفعل صعوبات إجتماعية. هذا في وقت يبقى الحسم النهائي في ملف الواقعة بين أيدي السلطات المختصة .
وتعد الإضطرابات النفسية من المشاكل الحقيقية التي تواجه ثلة من البحارة مع تقدم السن ، بفعل متطلبات النشاط المهني في البحر، كفضاء يحتاج لميكانزمات خاصة على مستوى الإشتغال، تجعل البحار في مواجهة مع ذاته ، دون البوح بمشاكله حتى لمقربيه( الإسقاط هنا ليس مجالا للتعميم) ، حيث تتطور الحالة لتصبح مرضا نفسيا مزمنا، قد يُدخل معها المصاب في حالة من اليأس والشعور بعدم الجدوى والإكتئاب.
وحسب صباح بوفزوز رئيسة الجمعية الوطنية الأمل لأرامل وأيتام البحارة، فإن الوضعية الإجتماعية لثلة من البحارة مع تقدم السن ، تكون لها إنعكاسات صعبة على العامل النفسي ، بالنظر للمجهودات الكبيرة التي يبدلها هذا المكون خلال نشاطه المهني ، وهو ما يجعل البحارة في حاجة للراحة مع تقدم السن .
ويفرض واقع الحال وفق رئيسة الجمعية، نوعا من المواكبة، تضمن للبحار الخروج عن طابعه الإنعزالي ، والإنفتاح أكثر على المجتمع ، وهو دور يمكن أن تلعبه الأسرة كفضاء داخلي والأصدقاء. فيما تعد مسألة الخضوع لجلسات كوتشينغ ، أمرا مساعدا في التحفيز على البوح، في إتجاه ضمان التوازن النفسي، والتخلص من ضغوطات العمل وتراكمات السنين.
وأرخت الوضعية الحالية، المتسمة بإنتظارات عيد الأضحى الأبرك، وكذا العطلة الصيفية وما يرافقها من إلتزامات مادية، بسدولها على الأطقم البحرية إذ يواجه عدد من البحارة ضغوطات حقيقية، خصوصا وأن هذه الفترة إتسمت بإرتفاعات متزايدة في أثمنة المحروقات، ومعها باقي لوازم وحاجيات رحلة الصيد ، حيث تسربت هذه التطورات لعائدات الرحلات البحرية، ومعها حسابات البحارة ، بالنظر لكون الأطقم البحرية تنال أجرتها عبر نظام المحاصة، بعد تصفية مختلف المصاريف. لدى فالمردودية إختلفت قيمتها حسب نوعية الأسطول وطبيعة النشاط وجغرافيته.
