لازال غطاسو سوس لم يستفقوا من حالة الدهول التي خلفتها صدمة إختفاء أحد زملائهم بسواحل إقليم شتوكة أيت باها ، حيث أعتبر الغطاس الذي ينتمي لجمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة في عداد المفقودين مند يوم السبت، بعد أن كان في رحلة غطس مع بعض أصدقائه بمنطقة الدويرة المعروفة جنوب أكادير.
مصادر محسوبة على الجمعية رجحت أن يكون الغطاس قد أغمي عليه وهو يقوم بعملية غطس، فيما فشلت العمليات التمشيطة التي تجنّد لها عدد من غطاسي الجمعية أمس الأحد، بحثا عن رفيق الدّرب المفقود. كما فشلت جهود السلطات المختصة، التي إستنفرها الحادث وسط حالة من الحزن والأسى بالمنطقة.
وقال عثمان أبلاغ ، رئيس جمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة في تصريح للبحرنيوز ، أن أزيد من 30 غطاسا تطوعو أمس للبحث عن المفقود ، 15 منهم قاموا بتمشيط أعماق الموقع المفترض للحادث غطسا، فيما تجند الباقون باليابسة للبحث بالشريط الشاطئي ، دون أن يتم الوصول إلى الضحية .
وأكد رئيس الجمعية أن هذا فقدان غطاس بالبحر يبقى معطى مستجد لدى الجمعية، مؤكدا تأسفه للحادث . وأضاف أن الأسباب التي أدّت للفقدان تبقى مجهولة ، اللهم بعض الإجتهادات التي تسوغها المعرفة المسبقة بنوعية التحديات، التي عادة ما تواجه الغطاسين تحت الماء، خصوصا منها تجاوز المدة التي تسمح بها طاقة الغطاس بين 60 إلى 120 ثانية ، حسب القدرات البدنية المكتسبة، ما يتسبب بفقدانه للوعي.
وعادة ما ينهمك الغطاسون في مطاردة إحدى الطرائد من الأسماك أو الرخويات ، فيغفلون عن الكثير من التوصيات ، لاسيما وأن الغطاسين هم يمارسون هذه الهواية أو “الحرفة”، دون ضاغط هوائي، وبالتالي فهم محكومون بوقت محدد ، وتجاوزه يتحول لاقدر الله لفاجعة أو إنتحار. وهو إستنتاج رافق حالة الغطاس المفقوود، لاسيما وأن زملاءله وجدوا العوامة التي تدل على مكانه ، دون أن يجدوا رفيقهم ، رغم المجهودات التي تم القيام بها ساعة إكتشاف الفقدان.
وفتحت النازلة الباب أمام النقاش بخصوص الحماية الإجتماعية لهذه الشريحة الواسعة، خصوصا التأمين ، حيث أكد أبلاغ في تصريحه للبحرنيوز ، أن الغطاسين عادة ما يستخرجون ترخيصا من مندوبيات الصيد. وهو ترخيص سنوي ، والحصول عليه يبقى مشروطا بضرورة الإدلاء بوثيقة التعاقد مع إحدى شركات التأمين. غير ان الحادث الذي تعرّض له الغطاس هو يأتي على بعد أيام من إنتهاء الموسم وبداية موسم جديد ، بمعنى مرحلة إنتقالية في سياق تجديد الترخيص برسم السنة الجديدة. ويجهل إلى حد الآن هل الغطاس المفقود كان قد جدد ترخيصه وكذا تأمينه أم لا. لاسما وان تقديم طلب تجديد الترخيص يفرض الإدلاء بشهادة طبية حول القدرة على ممارسة الغطس بعد معاينة الطبيب، وكذا بوليصة التأمين والتوقيع على إلتزام…
وتنص التوجيهات التي تقدمها الجمعية للغطاسين على إلغاء الغوص إذا كانت حالة الجو لا تسمح مثل وجود رياح أو موج مرتفع، مع أن التخطيط الجيد للغواص يؤدي إلى النجاح وذلك باختيار رفقاء رحلة الغوص، ويفضل أن يكونوا أكثر خبرة من الغطاس، ثم تحديد الهدف من الغوص للفريق المرافق، واختيار موقع الغوص بعناية، يعني المعرف المسبقة للمكان. كما أنه لجعل النزول إلى الأعماق، أكثر أمانا وسلامة، يفرض مراقبة عداد الوقت وليس الإعتماد على النظر إلى الأعماق بل استعمل عداد العمق.
ويؤكد الخبراء ضمن حزمة من التوصيات أوردتها تقارير إعلامية، انه في حالة حصول أي مشكلة مثل الشعور بالتعب أثناء الدخول أو الخروج، يجب ترك حزام الأوزان حتى لا يتعزز التعب أو الإجهاد. وهو ما يفرض الإهتمام أكثر بالتدرب على إجادة الطفو ومهارات إنقاذ النفس مثل استعمال المنظم الاحتياطي، وصعود الطوارئ والحركة بانسيابية. كما تنص التوصيات على عدم مجاراة الغير بالغوص، مثل الاستعراض أو القيام، بأي مهارة لم يتدرّب عليها الغطاس مثل الشقلبة أو المشي بدون زعانف، ولا يتم تغيير خطط الغطاس مهما كان الأمر، ولا يستمع لمن يتجاوز القوانين بالغوص لأعماق أكبر من مستواه.
