يواصل الباحثون في الصيد البحري تقفي خصوصيات سرطان البحر الأزرق، حيث تجرى دراسة استهدفت 110 من سرطان البحر الأزرق من الذكور والإناث، تم جمعها من المياه الساحلية للمغرب باستخدام الفخاخ ذات الطعم بين فبراير ودجنبر 2021.
وأفاد تقرير حديث تم إنجازه من طرف محمد التفراوتي (أفاق بيئية ) بدعم من شبكة صحافة الأرض التابعة ل”إنترنيوز” كجزء من “مبادرة الإعلام المتوسطية “ أن هذه الأنواع الغازية تتم مراقبتها من قبل باحثين لدراسة دينامياتها الاستيطانية في المنطقة. وسمحت البيانات الأساسية حتى الآن باستخلاص العديد من الاستنتاجات، بما في ذلك انتشارها، وهيكل حجمها، والأثر الاجتماعي والاقتصادي. وتستمر مؤشرات وفرة هذا النوع في ازدياد على مستوى البحيرات والسواحل المتوسطية المغربية.
وأورد ذات التقرير تصريحا للدكتور هشام الشعيري أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، أن أول ظهور لهذا النوع من القشريات كان حسب ما بلغ لعلمه ، بميناء طنجة وطنجة المتوسط لمضيق جبل طارق. حيث جاء تسجيل هذا الضبط دعما لبحوث سابقة على مئات السرطانات الزرقاء، معظمها من الإناث، التي تم جمعها من أماكن مختلفة على طول الساحل المغربي.
ويبقى أول ظهور للسلطعون الأزرق، الاسم العلمي (Callinectes sapidus)، في المياه الساحلية المغربية غير معروف، لكن باحثيين بالمركز الإقليمي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بمدينة الناظور، شمال المغرب، يؤكدون أنه لوحظ بداية في 17 أغسطس 2017 في بحيرة “مارشيكا”. وقال الصيادون المحليون إنه تم صيده في الشباك الخاصة بهم منذ سنة 2018، وتم إيجاده أيضا في سواحل مدينة طنجة في سنة 2020. وبات يصطاد يوميا، حتى الآن، بكمية يمكن أن تصل إلى 30 كيلوغراما في نهر ” اللوكوس” بمدينة العرائش، ويصل وزنه إلى حدود 1000 غرام في بحيرة مولاي بوسلهام. ويباع في أسواق السمك بالعرائش وطنجة والرباط والدار البيضاء.
وتم تسجيل أول تجمع من السلطعون الأزرق في فبراير 2021 في محيط غرب إفريقيا بالمغرب. وقد وجد عند مصب واد “كرت”(Oued Kert) ونهر ملوية (Moulouya) إلى غرب وشرق بحيرة الناظور على التوالي. وانتشر في منطقة العرائش بواد لوكوس في سنة 2020 على نطاق واسع بالواجهة الأطلسية، حيث وجد ظروفا مواتية لتكاثره السريع.
وحل السلطعون الأزرق كضيف غير مرحب به في بحار مدن شمال المغرب، بعد ان هاجر من موطنه غازيا لينعم بمكونات الضفة المتوسطية، إنه جراد بحري، سيئ السمعة يأتي على الأخضر واليابس. يهدد النظم البيئية، شره، مفترس، مهيمن، يمارس ضغطا قويا على مختلف الأسماك والمحار، ويستهلك الكائنات الحية والميتة.
البحرنيوز : آفاق بيئية/ محمد التفراوتي