تحرّشت حيتان الأوركا بسياح بريطانيين كانوا على متن مركب سياحي على بعد نحو 11 كيلومترا من سواحل مدينة طنجة في مضيق جبل طارق، وفق ما تداولته تقارير صحفية متطابقة بالمنطقة.
وشعر السياح بمطاردة هذه الحيتان التي تنتمي إلى عائلة الدلافين المحيطية، وتملكهم الخوف والهلع ما اضطرّهم إلى التوقف وسط البحر ، بعد ان اشار عليهم أحد البحارة من المتواجدين على المركب وفق ما أوردته جريدة هسبريس، بكون هذا النوع من الأحياء البحرية، يصر على مطاردة القوارب التي تحاول الابتعاد عنه بإستهداف دفة التوجيه الخاصة بالقوارب، لذلك قرّروا التوقف وسط البحر، غير أن ذلك لم يكن ممكناً بفعل قوة الرياح. قبل أن ينجح الطاقم في إعادة المركب نحو ميناء طنجة، بعد إبتعاد الحيتان، إستناد للرواية التي أوردتها التقارير الصحفية .
وليس هذه هي المرة الأولى التي يتحرش فيها الأوركا بقوارب الترفيه والصيد، فقد تم رصد مجموعة من حوادث هجوم من طرف حيتان الأوركا في مضيق جبل طارق منذ سنة 2020. فيما أكد صيادون بالمنطقة في تصريحات سابقة إستقتها البحرنيوز أن هذه الحيتان تتحرش بإستمرار بقواربهم ، بل تم تسجيل هجمات على القوارب، وهي إعتداءات يواجهها البحارة بالصمت، على الرغم من أن هذه لأنواع من الأحياء البحرية، إشتهرت منذ زمن بتعايشها مع الصيادين المغاربة بالسواحل المحلية.
ووفق تصريحات فاعلين مهنيين بالمنطقة الشمالية، فإن هذه الدلافين الضخمة تنتشر بسواحل القصر الصغير وقبالة مياه طنجة في إتجاه المضيق، بإعتبارها منطقة تعرف نشاطا متزايد لإستهداف أسماك ابوسيف، حيث يمارس هذا النوع من الحيتان الصيد والسطو على مصطادات الصيادين لإشباع نزوته الغذائية ، فهو يقترب أكثر من إحدى محميات التونيات بالمنطقة، إذ يشتهر هذا النوع من التدييات البحرية بإستهدافه لمجموعة من الأحياء البحرية بما فيها التون والإسبادون .
وأفادت مصادر مهتمة تواصلت مع البحرنيوز في وقت سابق ، بأن السلوكات العدونية التي أظهرتها هذه الأنواع من الأسماك مؤخرا، قد تكون ناجمة عن إرباك الصيادين ومعهم ممتهني الصيد الترفيهي لنشاط هذا النوع، في تحقيق حاجياته من الغذاء. وهو ما جعله يتدخل بهذه الطريقة. ففي كثير من الأحيان يعمل الأوركا على نهش الأسماك العالقة في خيوط الصيد، ما يدخله في مواجهة مع البحارة، الذين يحاولون دفعه عن الإبتعاد عن محيط صيدهم، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هذا النوع من الحيتان هو يتمتع بذاكرة قوية تختزن السلوك الإنساني، الذي يتولد عنه ردة فعل إنتقامية تدفع الأوركا إلى مهاجمة القوارب.
وأوضحت ذات المصادر أن الأوركا هو سمك عابر ونهم بإعتباره يتغدى على كميات كبيرة من الأسماك والأحياء البحرية المختلفة قد تصل ل 400 كلغ في الساعة ، وهو يتواجد بشكل كبير قبالة مياه القصر الصغير، هذه المنطقة التي تعرف أيضا نشاطا متزايدا لقوارب الصيد التقليدي تزامنا مع موسم سمك ابوسيف ، المعطى الذي يفتح باب التأويل في كون الصيادين زاحموا الأوركا على مصطاداته أو خطفوا منه بعض المصطادات، ما جعل منه حيوانا بحريا عدوانيا يستهدف القوارب لإبعادها عن منطقته .
