عرف الملتقى الدولي للأعشاب البحرية Seaweed Summit vol.2 in OGA المنظم من طرف المنظمة العالمية للتغذية البطيئة SLOW FOOD بمنطقة شبه جزيرة OGA بدولة اليابان يومي السبت والأحد 04 و05 نونبر الجاري، مشاركة مغربية فاعلة ، تمثلت في كل من يامنة أكليو المنسقة المغربية لمجتمع SLOW FOOD تيكري وقاد سلو فيش، وبصفتها رئيسة تعاونية تيكري فام TIGRI FEMME للمنتجات البحرية بمنطقة تيكرت شمال مدينة أكادير المغرب، و عبد الله أعراب رئيس جمعية أمود للنماء بمنطقة أكلو إقليم تيزنيت. في هذا الحوار نستضيف يامنة أكليو للحديث أكثر من عن طبيعة هذه المشاركة ، التي حلقت بالأعشاب البحرية المغربية في العمق الأسيوي .
مرحبا بكم السيدة يامنة أكليول . ما هي طبيعة هذه المشاركة؟
شكرا للبحرنيوز على الإستضافة. نعم هي مشاركه مهمة للغاية، حيث حضرنا إلى جانب كل من اليابان البلد المنظم وكوريا والدانمارك وكندا، بحضور خبراء ومهتمين يتقدمهم بروفيسور دانماركي مختص في الطحالب إلى جانب خبراء يابانببن معترف بهم في هذا المجال، لاسيما وأن الدورة هي منظمة باليابان، التي تعطي قيمة كبيرة للطحالب والأعشاب البحرية، ما جعل من الموعد مناسبة سانحة لتبادل الخبرات العلميه والتطبيقيه والإنفتاح على الكثير من الفرص القابلة للتطوير على مستوى المملكة المغربية، التي تتوفر على إمتداد ساحلي هام، وثقافات بحرية متنوعة ..
تحدثث عن تلاقح التجارب والخبرات، أين تكمن أهميتها خصوصا في هذا التخصص؟
الملتقى مكننا من الإستفادة من الخبرات العلميه، لأننا إلتقينا بمجموعه من الدكاتره والباحثين من جنسيات مختلفة متخصصين في الاعشاب البحريه. كما تم تقديم عروض حول تاريخ وثقافة الأعشاب البحرية في اليابان وسفينة التذوق للأطعمة البطيئة، فيما قدم المشاركون في هذا الملتقى تعريفا توضيحيا للأعشاب البحرية المتواجدة ببلدانهم وثقافة استعمالها، وكذا تبادل الخبرات في زراعتها والعمل على تحسين الإنتاجية مع الحفاظ على جودة المنتوج. فنحن عندما وجهت لنا الدعوه للمشاركة في الملتقى للمرة الثانية، تمت مطالبتنا بإحضار جانب من الأعشاب البحرية الرائجة في المناطق التي نتواجد بها، حيث قدمنا لهم أعشاب تم تحصيلها بمنطقة تيكرت شمال أكادير، وكذا بضواحي أكلو سواحل تيزنيت. صراحة قد لاحظنا درجة الإنبهار التي إعتلت وجوه الخبراء، وإهتمامهم الكبير بنوعيه وجودة الطحالب والأعشاب المغربية، وقابليتها للإستغلال.
من خلال كلامكم هناك حماس كبير في إتجاه الإنفتاح على هذه الأعشاب بالمملكة ، أليس كذلك ؟
بالفعل فقد إكتشفنا مجموعة من التقنيات من خلال المشاركين سواء الكوريين أو الدانماركيين وحتى اليابانيين، حول طرق توظيف الطحالب في غذائهم اليومي، لان الدنمارك من البلدان التي تستخدم الطحالب على شكل سلطات، لكن ليس بالحدة اللي يستعملها اليابانيون. ولتقريب توظيف الطحالب في الغذاء، تم تنظيم سلسلة من الورشات. تم خلالها تسليط الضوء على الطرق الممكنة لتوظيف الطحالب في الاكل، سواء في الأطباق الأساسيه او في الحلويات. وكذا في الأطباق الثانوية مثل السلطات والشوربات أو أشياء من هذه القبيل.
ناذرا ما نتحدث عن أعشاب بحرية في أطبقنا المنزلية ، هل من تعليق؟
أكيد فنحن أمام معطيات عادة لا تدخل في المألوف بالمطبخ المغربي ، لكن بالنسبه لنا فهذه تجربه جديده، مكنتنا من الحصول على مجموعه من المعلومات ومجموعه من التجارب. هذه الآخيرة التي فتحت عيوننا على هذه الثقافه الغذائيه التي بإمكاننا تطوريها بالمملكة، فنحن نتوفر على كنز يتمثل الماده الأوليه بالمغرب، لكن للآسف لا نستغلها بالشكل المطلوب على المستوى المحلي ،لأن الغالبية يختار التصدير. وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول التثمين. فقد شاهدنا لهفة المشاركين الدوليين حول هذه المادة ، ويبحثون عن مصدرين محليين، وهو أمر ملهم لتحسين الدخل وجلب العملة الصعبة ، لكن من جانب اخر لماذا لا نستثمر في هذا المنتوج المحلي، لإبداع وصفات وأطباق يكون اساسها الطحالب والأعشاب البحرية، لرفع قيمتها عند التصدير ، لأن واقع الحال اليوم يفرض التخلص من التصدير الخام لصالح التثمين والتصنيع .
هل فكرتم في مشاريع مستقبلية من هذا القبيل ؟
نعم فنحن فكرنا صراحه في العديد من الاطباق الملهمة، وإن شاء الله ستكون أمامنا فرصه لتحضيرها بالشكل المطلوب لعرضها السنة القادمة في الدورة الثالثة التي ستنظم في إيطاليا. وهذه الوصفات التي فكرنا فيها هي مغربية وستكون ممزوجه بالطحالب، هذه الآخيرة التي ظلت غريبه عن أطباقنا. لكن ما شاهدناه في اليابان يفتح شهية الإبداع، ولنا من الإمكانيات والقدرات ما يفتح لنا باب النجاح لولوج باب المنافسة في هذا السوق المفتوح . خصوصا وأن التوجه اليوم هو إعادة الإعتبار لثقافة التغذية البطيئة، في مواجهة الأكلات السريعة، التي لها تبعات على جسم الانسان، والاعتماد على الأكلات البحرية بشكل أساسي، لاعتبارها طبيعية وغنية بالمكونات الغذائية الضرورية.
بإعتباركم المنسقة المغربية لمجتمع SLOW FOOD تيكري وقاد سلو فيش ، هل يمكن ان نشاهد هذا الملتقى الدولي للأعشاب البحرية ينظم بالمغرب ؟
علاش لا المغرب .. فالجميل في المنظمين لا يريدون إحتكار المعرض في بلد معين ، وإنما يتطلعون لمبدا المداورة، فسنة يتم تنظيمه في إيطاليا والسنة التي تليها في دولة أخرى من غير هذا البلد الأوربي، بمعنى أن التفكير منصب على تنظيم الملتقى كل عامين في دولة من الدول المنتمية لهذا المجمع خارج معقله. فقد تكون دورة 2025 في المغرب، وهذا اقتراح من المنظمين، يبقى في حاجة للدراسة من طرف الوفد المغربي بتشاور مع السلطات ومختلف المتدخلين، وذلك في إتجاه البحث عن شركاء للإنضاج الفكرة سواء بالترحيب أو الرفض، لأن غايتنا كمغاربة هو إنجاح مثل هذه الملتقيات وتوفير الظروف المناسبة التي تجعل المشاركين يفتخروا بالمغرب، “فإذا كان شي حاجه بحال هكا احنا غادي نرحبوا بهذا الإقترح، وفي حالة تعدر ذلك سنترك الفرصة لدوله اخرى، في انتظار توفر الظروف المناسبة لإنجاح تنظيم الملتقى الدولي للأعشاب البحرية”.