لفت إبراهيم البطاح النائب الأول لغرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوية، الأنظار لمفارقة وصفها بالغريبة في قطاع الصيد ، تتمثل أساسا في عدم التطابق بين واقع القطاع المطبوع بالتحديات الناجمة عن تراجع المصايد والمفرغات، وواقع الإستمار في بناء وتجهيز المراكب بغعتباره مدّ لا يتوقف .
وأوضح إبراهيم البطاح في كلمة له ضمن إفتتاح الجمع العام العادي للكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي، المنعقد بالعرائش أمس السبت، أن القطاع الذي يواجه صعوبات في الإنتاج، عادة ما يوازيه تراجعا على مستوى الإنفاق في التحديث والإستثمار، وهو المعطى الذي لا يحدث في قطاع الصيد، بشكل يتير الإستغراب .
إلى ذلك سجل العضو الكنفدرالي، أن قطاع الصيد عرف الكثير من الإشكالات خصوصا في الثلاث سنوات الآخيرة ، إذ هناك فراغ كبير على مستوى التواصل بين الإدارة والمهيين، حتى أن المهيين أصبحوا ينفرون من ولوج مقر القطاع لتفادي الإحراج في ظل الإنقسامات الحاصلة على مستوى دائرة القرار، لاسيما في هذا الموسم الذي إتسم بإشكالات حقيقية على مستوى مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة .
وأشار أن مراكب السردين في الداخلة لم تستطع إتمام الكوطا الموسمية، كما ان المؤشرات سلبية ، في وقت تغيب فيه الجرأة في تنفيذ القرار. فيما إتهم إبراهيم البطاح جهات مسؤولة قطاعيا بمحاباة بعض المستثمرين، مقدما مثال على ذلك بالتأخر الحاصل في تفعيل نظام وزن منتجات السفن RSW، والذي تم إنجازه من طرف المكتب الوطني للصيد بإستثمرات ضخمة لضمان شفافية المفرغات .
ويعوّل على هذا النظام الجديد في تطوير وتجويد عمليات تفريغ السفن العاملة بالمياه المبردة، والتحكم بشكل تقني ودقيق في مفرغات هذه السفن، التي ظلت محط إنتقادات الوسط المهني المحلي، ما يتيح تعزيز شفافية المعاملات والوضوح في فرز انواع المصطادات وكمياتها وكذا أحجامها، فضلا عن تنظيم وتطوير أنشطة وعمل أسطول هذا النوع من سفن الصيد، التي تعتمد أنظمة خاصة في إستهدافها للأسماك بالمصايد المحلية.
وكان بلاغ صادر عن قطاع الصيد البحري. قد حدد موعد إنطلاق العمل بهذه التقنية التي تم وضعها في إطار مخطط تسيير صيد أسماك السطح الصغيرة بجنوب المحيط الأطلسي إبتداء من شهر نونبر من السنة الماضية، حيث يعتمد هذا النظام الذي دخل مرحلة التجريب مند مدة بالميناء، على أبراج خاصة لعزل المياه خلال عملية وزن المفرغات، إذ تمكن هذه الأجهزة من تحديد دقيق لكمية المياه المستعملة في مرحلة مناولة السمك بالشاحنات ذات الصهاريج المبردة.
