مع مرور أيام الموسم الشتوي للأخطبوط أصبح مطلب ضخ كوطا إضافية برسم الموسم الشتوي الجاري يكتسي طابع الإلحاح في صفوف الفاعلين ومعهم الأطقم البحرية، لتحقيق نوع من التوازن ، وإستدامة النشاط المهني ، محذرة في نفس الوقت من أن تعود السفن إلى التخلي عن مصطاداتها ذات الأحجام الصغيرة لفائدة مصطادات من أحجام تجارية جيدة ، كما وقع في الموسم الشتوي من السنة الماضية ، وهي وضعية شادة يجب التعاطي معها من طرف الوزارة بشكل إستباقي .
وأكدت مصادر متتبعة للشأن المهني البحري بمصيدة الأخطبوط ، أن اغلبية سفن الصيد في أعالي البحار أتت على حصة الأسد من كوطتها الموسمية ، وهي تعمل اليوم على تدبير الكوطا المتبقية، بما يضمن لها متابعة نشاطها بالمصيدة إلى نهاية الموسم الجاري ، حيث تركز أغلبية المراكب على صيد اصناف سمكية أخرى ، بل في كثير من الأحيان تضطر الأطقم إلى التخلي عن كميات من مصطادات الأخطبوط التي يتم رفعها خلال عملية الصيد.
وشكل مطلب الزيادة في الكوطا الموسمية موضوع ملتمسات شفهية ومكتوبة ، رفعتها التمثيليات المهنية المختصة إلى صناع القرار، خصوصا وان السنة الماضية كانت قد عرفت في آواخر شهر يناير تكسير المألوف على مستوى القرار المنظم ، بمراجعة هذا الاخير على مستوى الكوطا وإضافة 5700 طن للكوطا الموسمية من الأخطبوط ، موزعة على الأساطيل الثلاث الصيد في اعالي البحار والصيد التقليدي والصيد الساحلي. وذلك إستنادا لرأي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. وهو المعطى الذي يحفز المهنيين على تحقيق مطلب الزيادة .
ومن المنتظر أن تنتقل اساطيل الصيد الساحلي وأعالي البحار مع بداية شهر مارس القادم ، لصيد الأخطبوط على بعد 10 أميال فما فوق من اليابسة، كما هو منصوص عليه في القرار المنظم لموسم الأخطبوط ، فيما تعرف الساحة المهنية نقاشا قويا حول فائدة هذا الإنتقال في وقت أصبحت السفن على مرمى حجر من إستنفاد كوطتها الموسمية، حيث يعول الفاعلون المهنيون على ضخ روح جديدة في الكوطا الموسمية.
وتعول الوزارة الوصية على نشاط سفن الصيد في أعالي البحار بالمصيدة الجنوبية ، بما يتيح العودة بكميات مهمة من الأسماك المجمدة على أبواب شهر رمصان الأبرك، حيث نوه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في خرجة صحفية بأهمية الدور الفعال الذي لعبته مبادرة « حوت بثمن معقول »، التي تهدف إلى تقريب منتوجات البحر من الأسماك المجمدة على مثن مراكب الصيد في أعالي البحار من المواطنين، بأثمنة مناسبة ومسقفة وبجودة عالية..
وأكد الوزير على أهمية التنسيق مع مهنيي الصيد في أعالي البحار لتزويد السوق الداخلي بمنتوجات مجمدة، حيث يتم استقبالها في العديد من نقط البيع على الصعيد الوطني للرفع من الكميات المعروضة بأسعار مناسبة ومحددة سلفا؛ إلى جانب تحسيس أرباب البواخر والمراكب وكذا التمثيليات المهنية بالرفع من نشاطهم ، قصد تلبية الطلب المتزايد على المنتجات البحرية خلال شهر رمضان. وهي تطلعات يبقى تنفيدها مرتبط بنشاط السفن بالمصيدة وفق مقاربة تجمع بين الأجندة المرسومة للموسم الشتوي الذي يراهن على الأخطبوط بالدراجة الأولى ، وكذا الإنخراط في المبادرة التي يرسم معالمها الجهاز الوصي على القطاع بعد أن اصبح اسطول الصيد في أعالي البحار فاعلا رسميا في تموين الأسواق بالأسماك خلال شهر الصيام.
ويمتد الموسم الشتوي هذه السنة على ثلاثة أشهر الأولى من 2024، بكوطا إجمالية تن تسقيفها في 21000 طن. وهي الكوطا التي تقاسمتها الأساطيل الثلاث بتخصيص 13230 طن للصيد الصناعي، و 5460 طن للصيد التقليدي، و2310 طن للصيد الساحلي. كما منح المقرر الوزاري خلال الموسم الجاري حصة 2300 طن للوحدة الفرعية بوجدور الميناء أفتيسات وسيدي الغازي ، وذلك خارج الحصة اّلإجمالية من الأخطبوط المحددة آنفا.