طرفاية .. “شباك الصيد التقليدي” تستنفر فاعلين ومهنيين ونشطاء

ندد العشرات من مهنيي الصيد التقليدي مآزرين بهيئات جمعوية وحقوقية، في وقفة إندارية غاضبة بميناء طرفاية، بإستمرار إستعمال عدد من ربابنة ومجهزي الصيد التقليدي الشباك في الصيد، مطالبين بإيقافها، لما باتت تسببه من تخريب للثروة السمكية بالمصايد المحلية.

ورفع المحتجون عددا من الشعارات المناهضة لإستعمال الشباك داعين السلطات المتدخلة لتحمل مسؤوليتها كاملة في محاربة الظاهرة التي وصفت بالدخيلة على المنطقة، وصيانة التروة السمكية من عبت المتلاعبين، سيما أن هناك قوانين زاجرة يجب تنزيلها على أرض الواقع لمحاربة عدد من السلوكيات غير مشروعة، والمؤترة على مستقبل الحياة البحرية بنفوذ الدائرة البحرية لطرفاية.

ودعا متدخلون نقابيون وحقوقيون مشاركون في الوقفة، إلى تطبيق القانون المعمول به في رخصة الصيد، و المحافظة على الثروة السمكية، موضحين في ذات السياق أن التروة السمكية هي ملك لكل المغاربة، مما يتطلب نوعا من الوعي سيما في الأوساط البحرية في التعاطي مع الأحياء البحرية بما يضمن إستمرارها وتوازنها.

ونبه ناجم عبد الهادي، رئيس جمعية المحيط الأطلسي للصيد البحري المستدام والمحافظة على الثروة السمكية والبيئة البحرية بطرفاية، في تصريح لــجريدة ”البحر نيوز”، إلى ما وصفه بالوضع الكارثي الذي أضحت تعرفه السواحل المحلية، بعد بروز وانتشار ظاهرة الصيد من خلال استعمال الشباك بدل الصنارة، ناهيك عن إستعمال ”تراي”، من طرف عدد من القوارب، حيث تعمد القوارب إلى نشر  الشباك، على مسافات طويلة بالساحل البحري للمنطقة، ما ينذر بالكارثة نظراً لحجم المفرغات التي يتم صيدها وما باتت تشكله الظاهرة من تهديد للثروة البحرية عموما.

وإلتمس الفاعل المهني في قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة، من كافة السلطات المينائية، إلى ضرورة التدخل العاجل لإنصاف المهنيين ،ةوالحد نسبيا من حالة الفوضى والتسيب الذي يعيشه القطاع ، بعد إنتشار ظاهرة الصيد باستعمال الشباك رغم (قانونية) البعض منها، لكن الغالبية العظمى تستعمل شباك محرمة دوليا  وتهدد مستقبل السواحل المحلية و البيئة البحرية بالنظر لطبيعتها الصخرية. كما أنها تهدد الأسماك الحاملة للبيوض ومعها أصناف هامة في الحياة البحرية مثل (المرجان)، الذي يستغرق سنوات للعودة للحياة، ناهيك عن أن مكان إستعمال الشباك  يعرف بمسكن لأنواع من الأسماك المحلية وتعتبر مصيدة البريكة وأسماك (بواجو رويال) و أنواع من القشريات ك (لانكوست و لومار).

وأضاف الناجم، أن هناك من يلتف على القانون بتغيير معالم الشباك، حيث تعمد بعض القوارب إلى تلبيس شباك غير قانونية للشباك القانونية، بشكل وصف بالدخيل على المنطقة، فيما حذرت مصادر أخرى، من إشكالية تنامي الصيد الشبحي بالمنطقة، لأن الكثير من القوارب تفقد شباكها بالسواحل المحلية، ما يهدد الأحياء البحرية في الأعماق.

وفي تصريح لعضو غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية ممثل الصيد التقليدي، عبد الله لخديم، أكد للبحرنيوز أنه على إستعداد لرعاية حوار جاد ومسؤول بخصوص هذا النشاط المهني، يجمع كافة المتدخلين المؤسساتيين والمهنيين بالإقليم، كما يعمل على إنشاء لجنة موضوعاتية لدراسة كل التحديات الكبرى التي تواجه الصيد التقليدي.

ومن المنتظر أن يتم عقد اللقاء يوم الأربعاء المقبل ، يشير ممثل المهنيبن، قصد تقديم تقرير مفصل بخصوص مخرجات جولاته الميدانية، والتي ستكون محط نقاش وترافع لدى التمثيلية المهنية، وذلك إنسجاما مع الرغبة القوية التي عبر عنها الجميع، في إتجاه تبني مقاربة إصلاحية للإرتقاء بالصيد التقليدي.