واصلت القافلة التحسيسية والإرشادية في مجال السلامة البحرية والوقاية من الحوادث البحرية أنشطتها التوعوية، اليوم الخميس 19 يونيو 2025، على مستوى الدائرة البحرية للمهدية، حيث شملت زيارات ميدانية لكل من ميناء المهدية ونقطتي التفريغ المجهزة بكل من مولاي بوسلهام وسلا.
وتأتي هذه المبادرة تحت إشراف مركز التكوين بالتدرج بالمهدية، التابع لمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش. حيث شكلت هذه المحطة من القافلة، فرصة لتعميق التواصل مع المهنيين في قطاع الصيد البحري، فقد أكد السيد رشيد العيشاوي، مسؤول مركز التكوين، أن برنامج الوحدة المتنقلة تم تصميمه بما يتماشى مع خصوصيات كل منطقة واحتياجات البحارة، وتضمن محاور متعددة شملت السلامة البحرية، وتقنيات البقاء في حالات الطوارئ، والحفاظ على الثروات البحرية، إلى جانب تعزيز الوعي الصحي لدى البحارة.
وقد حرص الفريق المؤطر للقافلة على توفير بيئة تفاعلية محفزة، تسمح بتحقيق أهداف الحملة، التي تراهن على ترسيخ ثقافة السلامة وتعميم استخدام وسائل الوقاية، من خلال التكوين الميداني والتأكيد على أهمية ارتداء صدريات النجاة، والتزود بالمعدات الضرورية لمواجهة التحديات المرتبطة بالسلامة في عرض البحر.
وفي هذا السياق، أوضح الربان حمير كنوني الحسني، أحد الأطر المؤطرة للحملة، أن المبادرة تسعى إلى تنزيل مفاهيم السلامة البحرية بشكل مباشر على أرض الواقع، من خلال القرب من المهنيين في مواقع عملهم، وتحفيزهم على الاستفادة من التكوينات الأساسية التي يقدمها المركز، خاصة في جانب السلامة، الذي يُعد ركيزة أساسية ومتشعبة في مجال الصيد البحري.
كما شدد على أن هذه الحملات التحسيسية تمثل آلية فعالة لترسيخ ثقافة السلامة داخل الأوساط المهنية البحرية، بما يساهم في بناء نموذج تنموي بشري مستدام ومتكامل، يُعطي الأولوية للرأسمال البشري. وهو ما يعكس الوعي المتزايد بأهمية الدور المحوري الذي يلعبه رجال البحر في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال مساهمتهم في تحقيق السيادة الغذائية وجلب العملة الصعبة.