انطلقت منذ مدة في الشريط الساحلي الممتد بين الصويرة و اكادير، عمليات الدراسات السيسمكية البحرية بواسطة مجموعة من المراكب الخاصة لهدا الغرض و التي وضغت لها مدة زمنية في حدود 70 يوما .
و حسب مصادر مهنية متتبعة ، أن شركة كوسموس الرائدة في التنقيب ، و إنتاج البترول و الغاز كانت قد نظمت لقاء تواصليا مع التمثيليات المهنية المختلفة، و خاصة الصيد التقليدي بمقر مندوبية الصيد البحري بأكادير، نوقشت من خلالها ظروف الدراسات السيسمكية من مختلف الجوانب حيث تمت الإجابة على التساؤلات المرتبطة بالعملية، مع تقديم تطمينات من طرف اطر الشركة ، بعدم حصول أي تأثير سلبي على الكتلة الإحيائية بالمنطقة، نظرا للتقنيات الخاصة التي تعتمدها الشركة بخبرات عالية.
وتم تحسيس ممثلي الهيئات المهنية و توكيلهم بلعب دور التوعية، و ضرورة تعبئة البحارة في جميع قرى الصيد، التي تمر منها سفينة الدراسات و السفن المرافقة لها، بتوقيف نشاطهم في الصيد. مع دعوتهم إلى عدم الاقتراب أكثر من موكب سفن التنقيب لما تشكله العملية، من أخطار على سلامة البحارة و وسائل صيدهم من جهة ، و كدا التسبب في تعثر مهمة شركة كوسموس . إذ عملت الشركة على نشر التوعية بالتواصل المباشر مع المهنيين، من طرف ممثلها الشخصي متنقلا بين قرى الصيد و الدواوير، على طول الشريط الساحلي الذي تشمله الدراسات السيسمكية . هذا إضافة إلى اصطحاب بحارة من المنطقة على متن البواخر التي تباشر عمليات الدراسات، حتى يتواصلوا في الحالات القصوى مع القوارب و المراكب، التي يحتمل أن تشكل نوعا من الإزعاج .
و تعتمد شركة كوسموس في عملية الدراسات السيسمكية في الشريط الممتد من الصويرة إلى أكادير، على باخرة BGP prospector ، والتي تجر 12 كابل فولاذي ( مناورات محدودة ) بشكل متوازي يصل طول الواحد منها إلى 8500 متر. حيت تشكل هذه الكابلات عرضا يصل إلى 2000 متر ، متصلين بعوامة مزودة بعلامات ضوئية و أشرطة لامعة ، من كل جانب، يكمن دورها في إعطاء إشارات بتواجد الكابلات 12 في العمق .
و تتوفر باخرة BGP Prospector على قسم تقني جيولوجي، يبقى دوره المحوري التقاط الاستشعارات المترتبة عن عمليات الضغط الريحي المتوالية، ليحولها إلى معلومات يتم تجميعها في النظام المعلوماتي للباخرة. و هي تقنية جد متطورة تمكن من تجاوز العديد من العقبات الطبيعية للوصول إلى مكامن البترول تحت سطح مياه البحر بالدرجة الملائمة . إذ ثمة عوامل كثيرة تكون مؤثرة في اختيار الموقع الحقيقي، و التي من أهمها العامل الجيولوجي ، الذي يعكس وجود مكامن الهيدروكربونات المكونة، فضلا عن توافر الإمكانيات المتطورة و التقنية، التي تلعب دورا كبيرا في تحقيق الأهداف .
و تستغرق كل رحلة ، في الشريط البحري المعني بالدراسات السيسمكية بين الصويرة و أكادير، حوالي 16 ساعة بسرعة 5 عقد بحرية ، بينما تستغرق عملية دوران موكب البواخر حوالي 4 ساعات ليتم استئناف رحلة العودة . فيما تستعين شركة كوسموس في عملية المسح السيسمكي لتنفيذ مهمتها، إلى دعم بحري بواسطة باخرة Geo service 1 ، يكمن دورها في مواكبة عمل الباخرة الرئيسية و تموينها بالضرورياتن من وقود و لوازم و آليات ، كما يشتمل موكب اللوجستيك و الدعم على 3 بواخر أخرى وهي : Jan van Gent و -Waves 7 و Shannon و قد تعزز الأسطول مؤخرا ، بباخرة أخرى تحت اسم FLAMENGO .
و تراهن الشركة على مجموعة من المشاريع التنموية الكبرى بواسطة تراخيص التنقيب عن النفط و الغاز، مع إمكانات كبيرة قبالة سواحل موريتانيا و المغرب و دول أخرى، باستراتيجية مؤكدة بناء على الخبرة الفنية ، والتركيز على اكتشاف وتطوير كميات كبيرة من النفط بجودة عالية ، من خلال تطبيق أفضل الممارسات في الصناعة والتكنولوجيات المتقدمة .
يذكر ان الشركة الأمريكية تسعى إلى تحسين الأوضاع في الدول التي تعمل فيها، من خلال التعاون مع الحكومات لتحويل الموارد الطبيعية إلى موارد وطنية ، باعتبارها شركة مسؤولة اجتماعيا ، حيث تعمل في شراكة لتحفيز النمو، وتدعيم الجهود الرامية إلى تحسين الحياة المحلية من خلال برامج مستدامة في مجالات الصحة والتعليم وتنمية المجتمعات .
