تستخدم السفينة مياه البحر أثناء إبحارها (ويتم تفريغها بعد الانتهاء منها) لأغراض متعددة ومهام مختلفة، ومن الطبيعي أن تحتوي هذه المياه على العديد من الكائنات البحرية (الطحالب، الرخويات، دودة البحر، الأصداف الصلبة…إلخ)، والتي تدخل إلى السفينة بالتوازي مع دخول المياه، لتترسب سريعاً على أجزاء مختلفة من أنظمة السفينة، أو تلتصق على بدن السفينة وتنتشر مسببة ما يدعى الحشف البحري. ويمكن للحشف البحري إذا لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية أن يسبب ضرراً لبدن السفينة أو لأجزاء منه على المدى البعيد.
آثار الحشف البحري:
إن انتشار هذه الكائنات البحرية وتوسع رقعتها على أجزاء السفينة وتكتلها في بعض الأنابيب يؤدي إلى تضييق الممرات المخصصة لمرور مياه التبريد في نظام السفينة مما قد ينتج عنه، إضعاف نظام نقل الحرارة. أو ارتفاع درجة حرارة معدات أجهزة تبريد المياه. وكذا زيادة في معدل التآكل وترقق الأنابيب. غلى جانب انخفاض الكفاءة التي يمكن أن تؤدي إلى تناقص سرعة السفينة وزيادة استهلاك الوقود وضياع الوقت.
وتنشأ مشكلة الترسبات، عندما تدخل الكائنات البحرية أنظمة الأنابيب وتترسب على السطح الداخلي لها، وتنمو بسرعة وتتكاثر حيث المكان المثالي لها. وذلك لتوافر الظروف البيئية والعوامل الأخرى ذات الصلة مثل درجة الحرارة، ودرجة الحموضة، ووالمواد الغذائية، والتي تعدّ مناسبة لها للتكاثر والانتشار.
وفي الحالات القصوى يحدث انسداد للأنابيب التي تجري فيها مياه التبريد ما يؤثر على سلامة السفينة وقدرتها التشغيلية، وفي حالات أخرى يحدث تقييد تدريجي لتدفق مياه البحر داخل أنظمة التبريد ما يضعف كفاءة المحرك ويؤدي إلى زيادة في استهلاك الوقود.
مكافحة الحشف البحري:
لتجنب تشكل الحشف البحري لا بد من استخدام نظام وقائي على متن السفينة، يسمى نظام منع تكون الحشف البحري MGPS . ويعد المبدأ الأساسي لعمل هذا النظام ، هو التحليل الكهربائي، وتعتمد هذه العملية كما هو معروف على استخدام أقطاب من النحاس أو الألمنيوم أو الحديد (مصعد أو قطب موجب Annode)، والتي يتم تغذيتها بتيار كهربائي من لوحة التحكم، وتتوضع هذه الأقطاب عادة على شكل أزواج في صندوق رئيسي، أو في مكان اتجاه تدفق المياه، يتم تركيبها مع غطاء أمان مصمم خصيصاً للمساعدة، في حال وجب استبدالها على سطح السفينة.
ويتكون نظام MGPS من وحدة تحكم تؤمن التيار الذي يغذي الأقطاب. في هذه العملية تقوم أقطاب النحاس بإنتاج الأيونات، التي تنقل بعيداً مع مياه البحر في شبكة الأنابيب والآلات. ويكون تركيز النحاس في المحلول أقل من جزأين لكل واحد بليون. ولكنه يكفي لمنع استقرار الحياة البحرية وتكاثرها على متن السفينة.
وتحت تأثير هذا التيار، تقوم أقطاب الألمنيوم والحديد بإنتاج الأيونات التي تتوزع على النظام، وتنتج طبقةً رقيقة مضادة لانتشار الحشف والترسبات وللتآكل حول الأنابيب، والمبادلات الحرارية والصمامات ووحدات التبريد وما إلى ذلك من أمور داخلية في النظام. مما ينعكس إيجاباً على المردود. إذ أن زيادة دورة مياه البحر والقضاء على التآكل في خطوط الأنابيب يسبب وفراً في الطاقة. وهي كلها معطيات تؤكد أهمية معالجة الظاهرة في إتجاه صيانة بدن القطعة البحرية.
ترجمة وإعداد ريم شاهين عن موقع الدومان