الساحة المهنية بآسفي تفقد أحد رجالاتها برحيل محمد السعدوني

فقدت الساحة المهنية بآسفي اليوم السبت 12 فبراير 2022 أحد رجالاتها الذين طبعوا تاريخ الحنطة على المستوى المحلي والوطني ، يتعلق الأمر بالحاج محمد السعدوني، الذي وافته المنية في سن التسعين ، بعد مرض لازمه في أيامه الآخيرة،  لم تنجح معه تدخلات الأطباء .

وبدا أبناء الراحل في غاية التأثر بعد إتصال تعزية ومواساة أجراه البحرنيوز مع بعضهم،  خصوصا عبد اللطيف السعدوني رئيس الكنفدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالمواني والأسواق الوطنية ، وحسن السعدني رئيس جمعية آسفي مبادرة، حيث أكدا معا أن والدهما عاش لحظات عصيبة في الأيام الآخيرة، جراء معاناته مع مشاكل في القلب وكذا إصابته بكوفيد 19، التي عقدت من مهمة الإستشفاء التي كان يخضع لها بإحدى المصحات الخاصة. فيما  لم يستطع الراحل مقاومة وضعيته الصحية ، ليلفظ أنفاسه الآخيرة متأثرا بمضاعفات الفيروس.

وقال عبد اللطيف السعدوني للبحرنيوز ، ” قد رحل والدي ، قد رحل الصديق المربي، والمدرسة التي شربنا منها الكثير من الأسرار والتوجيهات، خصوصا في دروب الحنطة. رحم الله أبي ، وألهمنا الصبر والسلوان في هذا المصاب ـ لا راد لقضاء الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون.” ، فيما علق حسن السعدوني على حائطه الفيسبوكي ناعيا الفقيد ، “مات أبي، الحاج محمد السعدوني ، الله أكبر والله يرحمه، ويجدد عليه الراحمات يارب “.

ويعد الراحل من قدماء الحنطة بالمنطقة، ويحضى بإحترام كبير في الأوساط المهنية،  وهو الذي إنطلقت مسيرته المهنية بصياد بالقصبة ، ثم بحار في الصيد ، ليتحول سنة    1972 إلى مجهز  في صيد السردين من خلال مركب “بيلوكة” ، قبل أن يعزز حضوره في الإستثمار البحري، بعد ذلك بمركب “رمضان” ومركب “تبارك الله” ثم “المعتضم بالله” ، حيث ظل الراحل يواصل حضوره كمجهز إلى غاية سنة 2010 .

كما يعد محمد السعدوني من أوائل تجار السمك الصناعي ، الذين أبدعوا علاقة التعاقد بين المصنعين والمجهزين ، وهو الذي يعتبر أيضا أحد قدماء التمثيلية المهنية على المستوى المحلي والوطني، خصوصا وأن آسفي كانت مركزا مشعا في قطاع الصيد البحري ، ومنها تخرج الكثير من البحارة والربابنة والمجهزين ، والتجار . فرحم الله الفقيد واسكنه فسيح الجنان وألهم ذويه وأبنائه وأصدقائه، وكذا الساحة المهنية بآسفي الصبر والسلوان في هذا المصاب.

وتواصل الساحة المهنية فقدان رموزها وقدمائها دون أن يكتب لنا الإستفادة من هذه الرموز، في تدوين  تاريخ الصيد البحري والتعريف بهذه الأهرامات، التي صنعت أمجاد قطاع الصيد، وقدمت الكثير من المبادرات للإقتصاد البحري . فكيف سنصون الذاكرة والتراث المادي المرتبط بنشاط الصيد ، ما لم يتم تجميعها من خلال الكثير من الوجوه، التي عايشت مجموعة من المحطات و الأجيال المتعاقبة على قطاع الصيد، تسييرا وتجهيزا وممارسة وتجارة .