إختفت السفينة .. عَلْقوا “راديو باليز”..!

0
Jorgesys Html test

ما أن إختفى مركب الصيد بالجر “نيدو مغار” في ظروف غامضة، حتى إعتلت النقاشات المهنية إتهامات مباشرة لجهاز إرسال إشارات الاستغاثة “RADIO BALISE“، والأسباب الكامنة وراء عدم صدور أي إشارة عن هذا الجهاز تنبه الجهات المختصة لوجود حالة خطر تواجه طاقم المركب المنكوب. فيما ترى جهات مختصة ان الجهاز بريء من هذه الإتهامات، والمسؤولية ملقات بالدرجة الأولى على السلوك الإنساني وطبيعة المركب ومكان الصيد.

ربابنة : جهاز “RADIO BALISE” أخلف الموعد مع التاريخ 

 شكل غياب صدور أي إشارة عن Radio Balise مبعث تفاؤل في الأوساط المهني في ان يكون المركب المختفي قد دفعت بها الثيارت نحو مياه الأعالي ، غير أنه مع مرور الوقت بدأت تتسرب الشكوك حول غرق المركب ، لتنطلق معها النقاشات وتحديد المسؤوليات،  حيث كالت مجموعة من الجهات على وسائط التواصل الإجتماعي، الكثير من الإتهامات للجهاز المذكور، حيث أكد مجموعة من الربابنة في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، أن  منظومة راديو باليز Radio Balise التي تم تعميمها على جميع قطع الأسطول الوطني بهدف تحديد وبدقة مكان غرق أي قطعة بحرية، لم تكن في الموعد وأثبت قصورها في الحادث، بل أن هناك منهم من تحدى الجهات المختصة في تنفيذ إختبار على المباشر، برمي الجهاز إلى البحر، وإنتظار ردة فعله عند ملامسته المياه من حيث قابلية أوعدم قابلية الجهاز للتشغيل .

وقال احد الرابنة للبحرنيوز، “راديو باليز ما خدامش”، مبرزا أن فرض هذا الجهاز إستفاد منه الموردون فقط، على إعتبار أن أثمنته تفوق 6000 درهم ، غير أن هذا الجهاز فشل في أول إختبار يقول المصدر، وهو ما يتطلب فتح تحقيق مباشر في صلاحية الجهاز، الذي يدخل تعميمه ضمن جهود الوزارة الوصية في تقوية منظومة السلامة البحرية. فيما ذكر ذات المصدر بفقدان أحد المراكب لجهاز “راديو باليز” بسقوطه في البحر، وإستمر هذا الفقدان لشهور دون أن يلفت إنتباه أي كان، ما يطرح التساؤل حول الغاية من هذا الجهاز، مادامت لا تصدر عنه إشارات عند ملامسته للمياه .

مختصون : إتهام راديو باليز مجرد خطاب شعبوي غير واع بأدوار الجهاز

نقلنا تصريحات الربابنة ومعها التأويلات التي تشهدها الساحة المهنية إلى مختصين، حيث نبهت مصادر مختصة من خطورة شعبوية الخطاب الذي يتم الترويج له بخصوص جهاز إرسال إشارات الاستغاثة Radio Balise ، مؤكدة اننا اليوم أمام حادث غامض ، لم يبح بعد بتفاصيله، وأن التأويل يوقعنا في الشعبوية. خصوصا وأنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة بخصوص الإختفاء. لذلك يبقى الجهاز  بريء من الإتهامات التي تكال إليه، لاسيما أن الوسط المهني لم يعي بعد أهمية الدور الذي يقدمه الجهاز، وكذا الخصوصيات والظروف المناسبة التي يجب ان يحاط بها ، وفق مقاربة تستحضر الإهتمام بالجهاز، لتمكينه من أداء دوره في اللحظات الحاسمة ، فمن غير المعقول أن يتم  القيام بمجموعة من السلوكيات الشادة التي تهدد سلامة الجهاز وتفرغه من أدواره .

وكشفت ذات المصادر أن عمليات المراقبة والتفتيش التي تطال هذا الجهاز، عادة ما تقف على مجموعة من الخروقات من قبيل تغطية الجهاز، أو إحاطته باللصاق، او تغيير مكانه بوضعه في مناطق مغلقة،  أو بين معدات الصيد، وغيرها من السلوكيات ، التي تضر بجاهزية الجهاز الذي لن يشتغل إلا بملامسته المياه، وإستشعاره حالة الخطر، لأنه جهاز وضع ليساعد رجال الإنقاذ، في الوصول للأطقم البحرية في حالة ما تعرضوا لحوادث خطيرة لا قدر الله ، فهو جهاز للحماية وليس للمراقبة كما يعتقد كثير من الأطقم البحرية.

 ومن أجل بعث هذا الجهاز إشارته عند الخطر، فمن المفروض ان يطفو فوق الماء،  إذ وفي حالة الغرق الفجائي للسفينة، من الممكن أن يظل الجهاز “المرشد” محاصرا تحت الماء لسبب أو لآخر، كأن يتمسك بشبكة أو بمعدات أخرى تمنع طفوه.  وعلى العموم فعدم إرسال إشارة الجهاز ليست سبب الإختفاء المفاجئ لمركب “نيدو أمغار” يشير المصدر.

دعوات لتوجيه النقاش حول طبيعة السفينة والسلوك الإنساني 

قالت مصادر مهنية أن التخمينات المرتبطة بالحادث كلها ترجح فرضية الغرق المفاجئ والسريع ، لدة فحصر النقاش في جهاز “راديو باليز” هو مردود على أصحابه ، لأن واقع الحال يفرض توجيه النفاش نحو السفينة والسلوك البشري في شخص الربان والطاقم بشكل عام، بما يحمله ذلك من تقبل للنقذ الداتي في الوسط المهني، لأن الحادث الغامض يقدم دروسا من المفروض أخذها على مأخذ الجد ، بعيدا عن الحساسيات الضيقة.

وبدل تعليق المسؤولية على الجهاز بشعار “إختفى المركب علقوا راديو باليز” يقول المصدر كخطاب يفتقد للواقعية، وجب التطرق أكثر لخصوصية المركب المفقود وظروف عمله ومكان نشاطه المرتبط بإستهداف “الكروفيت”. لأن الطريقة التقليدية في بناء هذا النوع من سفن الصيد مند عقود  يكون لها تاثير على المركب مع مرور الزمن، في ظل التحولات التي حدثت  خلال حياة المركب المنكوب والتي تمتد لما يقارب ثلاثة عقود،  فهذه التغييرات التي تطال القطعة البحرية هي تقلل من لحظة استقامة السفينة، وثباتها العرضي، بالإضافة إلى أن الزيادة في قوة المحرك تؤثر على معامل التكيّف والإنسجام بين بدن السفينة ووسائل دفعها ما يعرضها للحوادث الفجائية.

وأضاف المصدر أن مناطق الصيد بدورها هي تغيّر بشكل كبير من توازن السفينة ، لأنه كلما توجهنا نحو العلو، نصبح امام ترتيبات ومتغيرات جديدة ، تفرض التفاعل معها بشكل معرفي وفق القدرات التي يتوفر عليها المركب، وهو نفس الشيء يقال على التغيرات الجوية، وهي كلها مؤشرات يجب أن توضع في مكانها على مستوى التحليل ، لمحاكمة قدرة السفينة على التواجد والمناورة في نقطة الإختفاء، على مستوى الحجم وكذا المعدات التقنية وكفاءة وقدرة الطاقم والمحصلات المعرفية للربان ، الذي يبقى هو المسؤول المباشر على تحرك السفينة ، وكذا طاقمه.

متتبعون: فرض راديو باليز فرضته الرغبة في تعزيز سلامة الأطقم البحرية 

أكد متتبعون للشأن البحري أن فرض وزارة الصيد تجهيز القطع البحرية بمعدات الإنذار راديو باليز،  التي تحدد موقع القطع البحرية في حالة ما واجهت صعوبات بالسواحل المغربية، تم  في سياق مواكبة المهنيين، على مستوى منح السلامة التي يستحقها الصيادون، نظرا لخصوصية القطاع المتسم بالمخاطر. حيث فرضت التوفر على هذا الجهاز كشرط من شروط الإبحار .

ومن أجل ضمان تعيم هذا البرنامج الطموح يشير المصدر، رصدت الوزارة الوصية غلافا ماليا قدره 96 مليون درهم، من أجل تزويد قوارب الصيد التقليدي بالبلاد، بجهاز إرسال إشارات الاستغاثة RADIO BALISE،  كإجراء يروم تعميم هذا الجهاز على مختلف القطع البحرية التي تنشط في قطاع الصيد.

وتبقى  الأنظار موجهة لما ستحمله الأيام القادمة بخصوص مركب “نيدو مغار” المفقود، وكذا التحقيقات التي أطلقتها مختلف الجهات المختصة، والتي بناء عليها سيتم الحسم في أوجه القصور وتحديد المسؤوليات، فيما يبقى ورش السلامة البحرية، من الأوراش المفتوحة والتي تحتاج للكثير من العمل ، يعزز ما تمت مراكمته في السنتين الآخيرتين حيث الرغبة واضحة في النهوض بهذا الورش ، سواء على مستوى الوعي وكذا على المستوى التأطيري.

وبات من الضروري فتح نقاش صريح بين مختلف الفرقاء المهنيين والفاعلين الإداريين ، حول أسطول الصيد المغربي ، بعد ان أصبحت العديد من القطع البحرية غير قادرة على الإبحار بالسواحل المغربية بسبب التآكل والتقادم، ما يشكل تهديدا حقيقيا للأرواح البشرية. وهو ما يفرض إعتماد سياسة تحفيزية تدفع نحو تجديد وعصرنة الأسطول، وفق دفاتر تحملات تستحضر مختلف التحديات التي تواجه المصايد المغربية وكذا إلتزامات المملكة في علاقتها بالشركاء الدوليين. 

وسنواصل متابعتنا لنقاش حادث الإختفاء الغامض والمستمر في مقالات قادمة ..

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا