تراجع مفرغات الأسماك السطحية يربك حسابات الفاعلين في أجواء مشحونة

0
Jorgesys Html test

تعيش مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة ظروفا صعبة للغاية،  حيث رصد تقرير صادر عن المكتب الوطني للصيد حول إحصائيات الصيد الساحلي والصيد التقليدي بالمغرب خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، تراجعا قويا في  الكميات المفرغة من الأسماك السطحية بلغ 21 في المائة لتنحصر في حدود  494 ألف و386 طن.

وسبق لتقارير جهوية صادرة عن المكتب الوطني  للصيد،  أن أكدت تراجع  الكميات المفرغة من الأسماك السطحية على مستوى مجموعة من الموانئ الإسترتيجية خلال النصف الأول من 2023 ، كما هو الشأن لميناء العيون الذي سجل  انخفاضا بنسبة 30 في المئة بعد أن توقف عداد المفرغات في حدود 89 ألفا و174 طنا، بقيمة مالية تقدر بـ 367 مليون و417 ألف درهم، مقابل 127 ألفا و625 طنا (430 مليونا و398 ألف درهم) في سنة 2022.

وغير بعيد عن ميناء العيون فقد تراجع حجم مفرغات ميناء بوجدور  بنسبة 23 في المئة، لتصل إلى 24 ألف و228 طن، بقيمة مالية تقدر بـ 70 مليون و103 ألف درهم، مقابل 31 ألف و402 طن (88 مليون و320 ألف درهم) سنة 2022، بانخفاض بلغ 21 في المئة. فيما رصد المؤشرات الرقمية تراجعا رهيبا في الكميات المفرغة من الأسماك السطحية على مستوى ميناء طانطان التي سجلت،انخفاضا بنسبة 50 بالمائة لتصل إلى 20 ألف و132 طنا، بقيمة مالية تقدر بـ 92 مليون و371 ألف درهم، مقابل 40 ألف و615 طنا (124 مليون و384 ألف درهم) في سنة 2022، بانخفاض بلغ 26 بالمائة.

وبحسب أرقام المكتب الوطني للصيد دائما فقد انخفضت الكميات المصطادة من الأسماك السطحية بميناء آسفي، بنسبة 24 بالمئة، إلى 24.760 طنا، أي بقيمة قدرها 76,445 مليون درهم (- 23 بالمئة). فيما سجل ميناء الصويرة  تراجعا بنسبة 22 بالمئة في الكميات المفرغة من الأسماك السطحية ،  لتبلغ 3861 طنا، بقيمة 19294 مليون درهم (35 بالمئة).

ويبقى ميناء سيدي إفني أحد نقاط الضوء الذي سجل ارتفاعا بنسبة 28 بالمائة، لتصل إلى 34 ألفا و731 طنا، بقيمة مالية تقدر بـ 123 مليون و922 ألف درهم، مقابل 27 ألفا و98 طنا (85 مليونا و343 ألف درهم) خلال سنة 2022، بارتفاع بلغ 45 بالمائة، وهو نفس الشيء يمكن أن يقال عن ميناء الناظور ، الذي  سجل إرتفاعا على مستوى الأسماك السطحية الصغيرة  بنسبة 8 في المائة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، حيث بلغت 613 طنا، بقيمة تقدر بـ 5,344 مليون درهم، مقابل 5,155 مليون درهم / 568 طنا، خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.

وعلى العموم يعيش أغلب مهنيو الصيد الساحلي على أعصابهم،  في ظل الجفاء الذي أصبحت عليه المصيدة، حيث أجبرت هذه الوضعية غالبية المراكب على الإقتصاد في أنشطتها، في انتظار الفرج الذي قد يحمله رنين الهاتف هنا أو هناك بخصوص سخاوة المصيدة. فميا يزيد من أزمة هذا القطاع الإرتفاع المتزايد في كلفة  المحروقات ومصاريف الصيد التي أثقلت كاهل الفاعلين ، حتى ان بعض المهنيين أكد للبحرنيوز أن المراكب أصبحت تشتغل على فاتور المحروقات ومعدات وحاجيات رحلات الصيد ، مذكرين في نفس السياق أن المحطات الحسابية السابقة “خرجات فالصو”، بل أن مجموعة من المجهزين في بعض موانئ الجنوب “مالقاو ما يفرقوا”، وإضطروا إلى تقديم سلفيات للحفاظ على الأطقم البحرية .

إلى ذلك يؤكد الفاعلون أن المصايد المحلية اصبحت تعرف حضور أنواع سمكية عادة ما تعيش في المياه الساخنة من قبيل البوري والأسقمري ، فيما اصبح السردين محدود الحضور في كثير من المحطات التقليدية.  وظهوره أصبح على شكل لقطات ، فيما عبر مهنيون في العيون عن إستغرابهم من ظهور صغار السردين في هذه الفترة الصيفية من الموسم ، وهو مشهد يؤكد بالملموس أن هناك متغيرات حقيقية على مستوى المصيدة، تحتاج لدراسات معمقة من طرف سلطات القرار ، والمعهد المختص حيث هذا الوضع المعقد للغاية، خلق الكثير من الضبابية المصحوبة بالجدل حول المصيدة، التي فقدت بريقها في السنوات الآخيرة .

وأفادت ذات المصادر، أن إضطراب درجة حرارة المياه االبحر نحو الإرتفاع ، أربك  ظهور الرشم في كثير من المصايد، وجعل النشاط المهني تحاصره الكثير من الإهاصات،  لاسيما مع استمرار ارتفاع أثمنة الكازوال، ومعها كلف الرحلات البحرية ، حيث أن المراكب غير قادرة على المغامرة بتنفيذ رحلات استطلاعية بالمصيدة، للبحث عن السردين. فيما وجهت بعض المراكب عنايتها للأسقمري، غير أن تمشيط المناطق التقليدية المعروفة بها، لم يقدم بدوره  أي مؤشر حول تواجد هذا الصنف السمكي، رغم ارتفاع درجة حرارة المياه.

ويطالب الفاعلون المهنيون المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بمواكبة المهنيين بشكل مسترسل، عبر تقديم خرائط ، تتيح للمراكب التحرك في المناطق، التي تعرف تواجد الأسماك السطحية الصغيرة، بالنظر للإمكانيات التقنية العالية، المتوفرة لدى المراكب العلمية. والقادرة على مسح الأعماق، بما يختزل الوقت ويوفر على المراكب  بدل جهود كبيرة بحثا عن الأسماك دون نتيجة تذكر. هذا في وقت تسجل فيه الأجواء المغربية مجموعة من المتغيرات ، التي من الطبيعي أن تكون لها إمتدادات للسواحل المغربي، مع تسرب المناخ الصحراوي الحار الذي جعل مدن الوسط تسجل أرقاما قياسية تجاوزت عتبة 50 درجة من الحرارة .

وتنسجم هذه الإرتفاعات مع تحذيرات سابقة  للبروفيسور بجامعة لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية ألكسندر Kolke Alexander ، الذي كان قد أخبر خلال مشاركته ضمن ندوة علمية نظمتها جمعية السلام لحماية التراث البحري تحت عنوان”ساحل وادي الذهب في مواجهة التغيرات المناخية”، من ظاهرة تشبه إعصار النينيو تتشكل بالجنوب، وقد تهدد سواحل المملكة المغربية في المستقبل القريب . وأوضح البروفسور، أن الأقمار الصناعية إلتقطت صورا ترصد بداية تكون ظاهرة جديدة، تسمى “دكار نينيو’’ التي قد تمتد لتصل الى سواحل الجنوب المغربي.

وأشار في ذا الصدد أن الدراسات جارية للتأكد من مدى الخطورة التي يمكن ان تسببها هذ الظاهرة ، مشيرا الى أن ما يحدث في العالم من تلوث الهواء، يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الثلوج.  وهو يؤدي الى ارتفاع منسوب مياه البحر و ينعكس سلبا بصفة مباشرة على السواحل، كما عرض “كولك” بعض الخطط العلمية المعمول بها للتخفيف من اثار ارتفاع مياه منسوب البحر .

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا