حادث حارس مركب يامنة.. يعري واقع شريحة مهنية تعاني الظلم والحرمان

2
Jorgesys Html test

نقلت سيارة الأموات جثمان حارس مركب الصيد الساحلي صنف الصيد بالخيط، الدي كان قد تعرض يوم الاثنين 17 دجنبر 2019 إلى حادث مميت بميناء أكادير ، من مستودع الاموات بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني الى مسقط رأسه بأسفي.

و تطوع أحد مجهزي مراكب الصيد بالخيط بتكاليف سيارة الإسعاف، و مختلف الإجراءات الإدارية، التي تسمح بنقل جثمان الضحية، إلى ذويه بأسفي، في حين لوحظ غياب تمثيلية غرفة الصيد البحري، و غياب مجهز مركب الصيد بالخيط YAMNA الدي كان يشتغل معه الضحية كحارس.

وحضرت جريدة البحرنيوز لحظة نقل جثمان حارس المركب، ووثقت بالصورة حسرة الأهل، وشعورهم بالخذلان بغياب التمثيليات المهنية، و غياب مجهز المركب، منتقدين حالة الاحتقار،  لان الضحية كان حارسا فقط دون حماية اجتماعية، و لا تأمين، و لا حتى اعتراف بسيط،  يرفع جزءا من الأسى على روحه الطاهرة.  

مات حارس مركب الصيد YAMNA نتيجة اللامبالاة حسب قول بعض الفاعلين الجمعويين بالميناء، من طرف مجهز المركب،  الدي أقفل هاتفه دون الاكتراث إلى أي شيء يذكر، في ظل النشرات الإندارية التي تم تعميمها على الجميع، ليتركه وحده في مواجهة الرصة، و الرياح الشديدة.  مات و هو يحاول أن يؤمن سلامة المركب، وسلامته هو في كف عفريت، حيث تفيد مصادر مقربة من أهل الضحية، أن الحارس شغل ميكانيكي في مراكب الصيد، و تقاعد بعدها، و لم يستطع التكيف مع حياة المقاهي والجلوس في المنزل، ليتحول إلى حارس مركب، من أجل شغل وقته من جهة، ويضمن بعض المدخول ليسد به حاجة عائلته مع الزمان.  

مات حارس مركب YAMNA في ظروف انتهكت فيه كرامته ثلاث مرات، أولها بعمله كحارس دون تأمين و لا حماية، و ثانيها بعد وفاته لم يتنقل أو يكترث بوفاته و لو مسؤول وحيد، أو من أولئك الدين يتبجحون بتمثيل البحارة في مشهد شكل صدمة مضاعفة، صدمة اللامبالاة الهوجاء، و صدمة التنكر من قبل قانون،  لا يحمي حراس المراكب، ولا يحميهم، و من مجهز بدون ضمير، و ثالثها تقاعد غير مريح ، بعد سنوات من العمل في مهنة المخاطر للحصول على حجم تقاعد بمقياس الفتات.   

لم يكن العزاء لدى إدريس الرداد و محمد هوكمان تسجيل لحظة، و لكن بالنسبة لهم، كان حمل جزء من ألم العائلة المصابة في معيلها، ومواساتهم في مكروههم، في رسالة مفادها “الإنسانية أولا” بعدما أغلق المجهز هاتفه في وجه العائلة و تركهم تائهين، كأنه تخلص من حمل بسيط، دون أن يفكر في المسؤولية المدنية التي تقع على عاتقه في حالة لجوء العائلة إلى القضاء.   

ويستمر نزيف حوادث الشغل في صفوف حراس مراكب الصيد البحري، دون أن يتوفروا على تأمين، أو حماية اجتماعية، أو حتى اعتراف في ظل صمت التمثيليات المهنية من الغرف، و الكنفدراليات، و النقابات، و الجمعيات، لإحدى أكبر المعضلات في قطاع الصيد البحري.  و التي لا تتطلب دراسة عميقة، أو تصويت برلمان الأمة، أو إصدار القرارات المصيرية.  بل هي حقوق قانونية يجب تفعيلها وإلزامها، لأنها تحكم العمال بأصحاب العمل، و تتعلق بالأجرة، وظروف العمل الأمنة، أو الاعتراف بشريحة الحراس من خلال تسجيلهم في سجلات المراكب،  ضمانا لحقوقهم و حقوق ذويهم..انتهى الكلام

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

2 تعليق

  1. لاحولة ولا قوة إلا بالله اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف انا لله وانا اليه راجعون البقاء لله رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وكما نشكر السيد إدريس الرداد على حسن المعاملة لأنه انسان شهم ونعرفه حق المعرفة (حراس المراكب في المغرب مغلوب امرهم الحارس هو الكل بالنسبة للمركب عامة لكن لا حق لديه من أي جهة لمن المشغل ولا المندوبية للصيد)

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا