صدمة بيئية بسوس بعد نفوق كميات كبيرة من أسماك البوري بواد ماسة

0
Jorgesys Html test

إعتبرت جمعية بييزاج للبيئة ظاهرة نفوق أعداد من أسماك البوري التي سجلها  واد ماسة المتواجد في دوار أملالن، الكائن بالجماعة القروية لسيدي واساي التابع لمنطقة ماسة، بمتابة   ناقوس خطر بيئي مرتبط  بالتغيرات المناخية ووقعها الحاد على منطقة سوس ماسة ككل،  والتي من خلالها  تحول الوادي الى مجموعة مستنقعات راكدة نتيجة تركد المياه في عدة مقاطع إلى ما يشبه بركة آسنة عبارة عن مستنقعات تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع خصوصا الأوكسجين.

  وأكد تقرير للجمعية إستنادا لمصادر محلية،  أن إنعدام حركة وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي،  التي تمكن من تفاعل طبيعي ينتج معه حركية ودوران سلس وتبادل للغازات اللازمة لحياة مجموعة من الأنواع الأحياء مثل أسماك (البوري Mulet)، تفضي الى موتها التدريجي او بشكل جماعي، بالإضافة إلى الارتفاع المهول والكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة . وهو العامل الأساسي لنفوق الأسماك،  بينما تفر الضفادع لقدرتها على التأقلم خارج الماء. وليس السبب التلوث بمواد سامة أو سوائل قاتلة،  وهذه الحالات تكون عادة في المياه الراكدة التي تنخفض فيها نسبة الاوكسجين، بشكل حاد ويتغير لون الماء وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا . وبالتالي تقضي على الحياة تدريجيا إلى أن تجف البركة بفعل الحرارة والجفاف.

وحسب تقرير الجمعية،  فإن إنعدام جريان المياه بشكل متواصل بالوادي،  نتج عن انعدم تدفق المياه من سد يوسف بن تاشفين المتواجد بالأطلس الصغير . وهو المزود الأساسي  والرئيسي للمياه الصالحة للشرب بمناطق تزنيت واشتوكة ايت بها وباقي المناطق المجاورة.    ولكن بفعل الجفاف الحاد هذه السنة،  فإن حقينة السد  أصبحت جد متدنية وتكفي فقط لسد الاحتياجات الاساسية للماء الصالح للشرب،  بينما الفلاحة ستصبح هي الأخرى اول ثاني المتضررين حيث لا تتعدى الاحتياطيات 15 بالمئة. وهي أدني النسب من المسجلة بهذا السد.

وسجل التقرير أن فقدان أنواع من التنوع البيولوجي للأسماك التي تعيش في الوادي يعد من اففرازات الأولى لتراجع حقينة السد ، وهو ما دفع القائمين على الحوض المائي الى الاحتفاظ بما هو موجود،  لسد الخصاص والحاجيات الأساسية للماء الصالح للشرب، فمعلوم انه عند ارتفاع الحقينة أو خلال الفترات الماطرة التي تعرف إحتياطات كبيرة،  يتم خلال بعض الفترات السماح بتدفق مياه السد التي تمر في الوادي وهو ما يسمح لعديد كائنات منها الأسماك والطيور المهاجرة،  بدلتا الوادي من التكاثر والعيش. وقد اكدت مصادر الجمعية،  ان ظاهرة نفوق هذه الأسماك ليست وليدة اليوم ، بل عاشت المنطقة في أماكن مختلفة من الوادي نفس الظاهرة خلال 2013 و2016 والآن 2019 وهو ما يؤكد أنها ظاهرة تتكرر كل ثلاث سنوات.

واستنادا الى دراسة نوع وفصيلة الأسماك النافقة، فقد أكد التقرير إلى أن النوع الذي تمت معاينته بوادي ماسة ينتمي لهذه لفصيلة البوري Mulet ، التي تعيش في المياه العذبة والمالحة كذلك.  وبالتالي تتكاثر من خلال التوالد والتأقلم مع المحيط العذب، وتتغذى على العوالق والطحالب بقعر الوادي، ويتميز هذا الصنف بوجود زعنفتين منفصلتين على الظهر، وفم صغير مثلث، وبعدم وجود عضو للخط الجانبي، وهو يتغذى على الفُتَات، ومعظم أنواعه لديها معدة عضلية غير معتادة وبلعوم معقد للمساعدة في الهضم.

وتنتشر هذه الفصيلة في جميع أنحاء العالم في المياه الساحلية المعتدلة والمدارية، كما تعيش بعض أنواعه في المياه العذبة ، وسمك البوري يعتبر مصدرا مهما للغذاء في دول حوض البحر الأبيض المتوسط منذ العصور القديمة. وتضم الفصيلة حوالي 80 نوعاً من سمك البوري موزعة على 17 جنساً، يعتبر البوري المخطط إلى حد بعيد من أنواع السمك الساحلية النهارية التى غالبا ما تدخل مصبات الأنهار وفروعها القريبة من الساحل. وعادة البوري المخطط يسبح في مجموعات على الرمال أو طين القيعان، ويتغذى على العوالق الحيوانية. الأسماك البالغة تتغذي عادة على الطحالب في المياه العذبة.

وقد يصل طول البوري المخطط إلى حد الأقصى يبلغ حوالي 120 سم، بوزن أقصى يصل لحوالي 8000 غرام (8 كغ). البوري المخطط (بوري الرأس المفلطح) من أنواع السمك المتكيفة للملوحة بمعنى أنه يمكنه أن يتأقلم مع مستويات مختلفة من الملوحة، مما يعطيه ميزة انتقائية جنبا إلى جنب مع تأقلم الأسماك الصغيرة لهذا النوع لدرجات حرارة المياه العالية،كما أنه يمكن تربيته في المزارع العذبة كما هو الحال في المزارع السمكية بمناطق الدلتا.

ووفق  الجمعية، فقد قامت عدة لجان تنتمي لعدة مؤسسات بزيارات وتسجيل محاضر واخذ عينات لمياه الوادي والسمك النافق،  لأجل تحليلها ودراستها، ونخص بالذكر الفرقة البيئية للقيادة الجهوية للدرك الملكي باكادير، والمكتب الوطني للصيد البحري، والمديرية الجهوية للتنمية المستدامة والسلطات المحلية والمنتخبة.  حيث تم جمع الأسماك النافقة،  والتخلص منها بدفنها درئا لكل خطر قد يهدد الصحة العامة، عبر تعفن أو تناول هذه الأسماك من طرف الانسان أو الحيوانات، مما قد يؤدي إلى كوارث أخطر.

و عملت السلطات المختصة يشير التقرير ، على تنقية وتخليص الوادي من هذه المعضلة البيئية والتخلص منها،  فيما أكدت الجمعية ان إنجاز هذا التقرير ،يأتي في سياق  تقاسم المعلومة البيئية مع مختلف وسائل  الاعلام في مجال الاختصاص، مؤكدة انه في هذه الحالات يجب منع استعمال هذه الأسماك لأية أغراض، وجمعها والتخلص منها وفق شروط تحفظ السلامة والصحة العامة للمواطنين. 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا