طانطان .. نحو 2700 طن حجم المفرغات بعد إفتتاح المصيدة الشرقية ومحدودية الثلج تعكّر فرحة المهنيين

0
Jorgesys Html test

إستأنفت مراكب الصيد الساحلي اليوم الجمعة فاتح شتنبر 2023، رحلاتها البحرية بالمصيدة الشرقية، للأسماك السطحية بطانطان، حيث أكد فاعلون مهنيون على وفرة المصطادات، بأحجام تجارية تبقى متوسطة إلى لابأس بها على المعموم.

وحسب الأصداء القادمة من أولى رحلات الصيد، فإن نحو 90 مركبا للصيد الساحلي صنف السردين قد إختبرت سخاء هذه المصيدة في يومها الأول  بعد نحو شهرين من الإغلاق، حيث عادت هذه المراكب صباح اليوم من رحلاتها البحرية محملة بكميات تتراوح بين 17 و50 طن من أسماك السردين، فيما قدرت المصادر الحجم الإجمالي للمفرغات في نحو 2700 طن، وبأحجام متوسطة تتراوح بين 16و22 وحدة في الكيلوغرام، ما يجعل من هذا المول المحقق مطلبا للوحدات الصناعية التي تراهن على الأحجام الكبيرة في السردين.

إلى ذلك شكل محدودية الرصيف المخصص للتفريغ إلى جانب الضعف الحاصل في مادة الثلج، التحدي الحقيقي لهذه المصطادات الغزيزة، حيث أفاد وسام بوسري عضو غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى عن الصيد الساحلي بطانطان، أن هذا الكم الهائل من المفرغات واجه تحديات حقيقية على مستوى التمثين، لاسيما في ظل محدودية مادة الثلج والخصاص الكبير لهذه المادة الحيوية، مبرزا في ذات السياق أن ثلاث وحدات متخصصة في إنتاج هذه المادة وقفت عاجزة تماما عن الإستجابة للطلب المتزايد ، لضمان الحفاظ على جودة المفرغات. فهذا النقص الحاصل ومحدودية موقع التفريغ الذي أجبر المراكب على الإنتظار لساعات طويلة ، هما معطيان يعضفان بجودة الأسماك ، وهو ما يجعلها في مرمى وحدات الدقيق والزيت ، بأثمنة مرجعية محدودة على مستوى البيع الأول.

وسجل وسام بوسري في تصريحه للبحرنيوز، أن إفتتاح المصيدة ، عرف تدفقا كبيرا للمراكب القادمة من الموانئ المجاورة على مستوى المصيدة الوسطى، التي تضم إلى جانب ميناء طانطان، كل من ميناء سيدي إفني وأكادير،  مؤكدا في ذات السياق أن المجهزين يعتبرون إفتتاح المصيدة الشرقية صمام الأمان لتعويض الخيبات والإنكسارات التي يعرفها أسطول الصيد الساحلي، بفعل التحديات التي تواجه المصايد التقليدية، لاسيما وأننا على أعتاب عيد المولد النبوي الشريف الذي يسائل المكتسبات والمردودية المهنية، أمام فاتورة النفقات المرتفعة، إنسجاما مع الإرتفاعات التي يعرفها قطاع المحروقات، وباقي المواد والمعدات التي تستعمل في رحلات الصيد.

وأكد وسام بوسري أن أمام هذه التحديات بما يرافقها من إنتظارات إجتماعية، فإن الوقت قد حان لإعادة النظر في الإتفاقات البينية التي تنظم الثمن المرجعي للأسماك السطحية الصغيرة، سواء على مستوى أسماك التصبير أو أسماك الدقيق، وحتى تلك الموجهة لأسواق الإستهلاك ، لأن واقع الحال يؤكد بما لا يدع مجال للشك، ان الأثمنة أصبحت مطالبة بمواكبة التضحيات الجسام التي يقدمها المجهزون ، فمن غير المعقول أن نسمع عن حجم النفقات والإستثمارات التي تستهلكها رحلات الصيد، ويظل الصمت المطبق يحكم الأثمنة المرجعية، خصوصا وأن الكل يعلم بأن الأثمنة المعلنة ليست هي الحقيقية سواء على مستوى وحدات التصنيع والتصبير أو على مستوى وحدات الدقيق والزيت، فالمطلوب اليوم هو رفع الأثمنة وتوحيدها مهما كانت وجهة هذه المصطادات، لصيانة الإستثمار والحفاظ على فرص الشغل المرتبطة بالأسطول.

وأشار عضو غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، أن ميناء الوطية قادر على لعب أدوار طلائعية ، بالنظر لتنوع مصايده، داعيا في ذات السياق  الفاعلين إلى تغيير نظرتهم لهذا الميناء،  وتوصيفه ب “ميناء الكوانو”، وهي رؤيا خاطئة لأن ما ميناء متعدد الموارد، وأسماكه السطحية ذات جودة عالية، تجد في كثير منها وجهة التصنيع لا سيما التصبير ،  كما أن صناعة الزيت تتطلب بدورها أسماك على درجة عالية من الجودة ، دون إغفال أن طانطان اصبحت تعد من الموانئ التي تضمن إستقرار أسواق الإستهلاك ، لذى فكفى من التوصفات السلبية لميناء الوطية ، أاليوم هو قاطرة التنمية المحلية والجهوية بجهة كلميم واد نون.

إلى ذلك ومع الحجم الكبير للمفرغات المتدفقة في اول أيام إفتتاح المصيدة الشرقية ، تعالت أصوات مهنية تدعو المهنيين إلى التعقل ، لأن إغراق الميناء بالمفرغات أمام العجز الحاصل في مادة الثلج ، ومحدودية مكان التفريغ ، سيجعل الميناء يقع في “البورباج”، وبالتالي فإن واقع اليوم يفرض تسقيف حجم المصطادات في حجم معقول ، أو إعتماد مبدأ التناوب بين المراكب ، فيما أشارت المصادر أن الربابنة مدعوون إستغلال يوم غد بإعتباره يوم عطلة في الحلول على طاولة الحوار، لتدارس وتقييم اليوم الأول والخروج بتوصيات تنظم الولوج للمصيدة بما يضمن إستفادة الجميع وحماية المكتسبات بإستحضار التحديات الحالية. 

وأجمع المتدخلون أن جهود إدارة الصيد من خلال تفعيل مبدأ الإغلاق أو ما يعرف بمبدأ الراحة البيولوجية الذي خلق تراكمات منذ سنوات، كان له الأثر الإيجابي على المصيدة، التي تعتبر خزانا للأسماك السطحية الصغيرة. مبرزين أن الثقة التي أصبحت تكتسيها هذه المصيدة يؤكد بالملموس نجاعة هذا الإجراء التخطيطي إنسجاما مع الحجم الكبير للمفرغات المحققة اليوم ، وهو مكتسب يعد ثمرة تعاون بين الإدارة والمهنيين . فيما نوهوا في ذات السياق بالمجهودات التي تبدل على مستوى الميناء من طرف مصالح مندوبية الصيد البحري والمكتب الوطني للصيد وقبطانية الميناء وباقي السلطات المينائية ، من أجل إنجاح هذه الإستحقاقات المهمة، لأنه ليس من السهل تدبير هذا الحجم الكبير من المفرغات الذي يحتاج لتسخير إمكانبات بشرية ولوجستية مهمة .

يذكر أن الوزارة إتجهت إلى إعتماد نظام الراحة البيولوجية بمصيدة شرق طانطان شتاء وصيفا،  حيث تمتد راحة الشتاء مابين فاتح يناير إلى نهاية فبراير، فيما حددت راحة الصيف في الفترة الممتدة في اليوم الأول من يوليوز إلى نهاية شهر غشت من كل سنة، وهو نظام للراحة البيولوجية يروم وقف نزيف الصيد بهذه المصيدة،  التي تتوالد بها الأسماك، وتتمتع بعوامل مناخية ملائمة، وتوفر أنواع الأسماك السطحية كالسردين، والانشوبا والإسقمري و أنواع أخرى من القشريات. 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا