كوطا الأخطبوط الموسمية .. تخمينات تلحّفها بالتقشّف لتدفئة موسم ملغّم بالتحديات الإجتماعية والإقتصادية

2
Jorgesys Html test

حالة من الدهول المصحوبة بالقلق والترقب تلك التي تطبع الوسط المهني في الصيد في أعالي البحار ومعهم باقي الفاعلين ، على خلفية المؤشرات المعلنة يوم الثلاثاء، ضمن أشغال لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط، والتي تركت وراءها خيبة أمل كبيرة في أوساط المتتبعين للشأن البحري، خصوصا بعدما أثار المعهد إشكالية عدم تعافي مصيدة الأخطبوط وتراجعها بأزيد من 80 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

صغار الأخطبوط

ومع الإعلان عن هذه التراجع على مستوى الأخطبوط بإعتباره أرضية القرار، فإن المخاوف المهنية أصبحت أكثر من تقشف يحتمل أن يكون سيد الموقف على مستوى الكوطا الموسمية، التي  تبقى مربط الفرس في إستئناف موسم الصيد المنتظر ، خصوصا وأن الجانب السياسي والإجتماعي يبقى حاظرا على مستوى توجيه القرار،  رغم المخاوف العلمية المعبر عنها في تراجع مصيدة الأخطبوط. لدى فالقرار المنتظر وفق المراقبين سيعود بالأدهان إلى الموسم الشتوي  2019 حين تم إعلان سقف 18000 طن سقف إجمالي للمصطادات المرخصة بمصيدة الأخطبوط الجنوبية  ، والتي تعد بالمناسبة اضعف كوطا في السنوات الست الآخيرة.

ومن أجل التدكير فموسمي 2017 و2018 كانا قد عرفا إستقرارا نوعيا على مستوى الكوطا الموسمية الشتوية ب 35000 طن ، فيما تهاوى حجم الكوطا بقرابة النصف ليتوقف عند سقف 18000 طن في 2019 كأضعف موسم في السنوات الاخيرة، لتعود الكوطا للإرتفاع إلى 22000 طن سنة 2020 ثم إلى 26000 طن سنة 2021، فيما يعد الموسم الشتوي 2021-2022 أحد أبرز المواسم في العقد الآخير، حين تم إعلان كوطا إستثنائية بكل المقاييس في حدود 43500 طن. حتى أن مجموعة من المتتبعين للشأن البحري قالوا للبحرنيوز أن دق ناقوس الخطر بخصوص المصيدة من طرف المعهد، هو تحظير إستباقي لكوطا هزيلة خلال الموسم الشتوي المنتظر، لضمان التحسن التدريجي للمصيدة ، وعدم إجهادها بكوطا مرتفعة في مرحلة النقاهة والتعافي .

مصدر مهني تحدث للبحرنيوز ، أكد أن المؤشرات المعلنة من طرف المعهد الوطني للبحث في الصيد خلال الإجتماع الآخير  تبقى مجرد تخمينات،  على إعتبار أن الدراسات التي يقوم بها المعهد تبقى محدودة مقارنة مع شساعة المساحة، مشيرا في ذات السياق ان المؤشرات الواقعية التي يتحدث عنها أصحاب “الشمبريرات” وكذا ربابنة مراكب الصيد بالخيط، تقدم مؤشرات مخالفة لما أورده المعهد، بخصوص تراجع المصيدة ، حيث نبه المصدر في ذات السياق أن سفن الصيد في اعالي البحار هي أكثر حرقة اليوم  على التعجيل  بإستئناف نشاطها المهني،  بعد أن اصبحت مجموعة من الشركات على حافة الإفلاس بفعل التوقف الطويل .

وأوضح المصدر في ذات السياق، أن السفن تجهزت مند مدة للإنطلاق في رحلة الصيد، بل أن كثير منها إستنفرت أطقمها للإلتحاق  في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، للخروج من الصدمة الإجتماعية ، التي عمرت طويلا، وكان لها إنعكاس حقيقي على البحارة وذويهم . فلا أحد اليوم يريد تعميق هذه الأزمة، والدفع بالأطقم البحرية نحو المجهول. فيما اشار المصدر أن رغم التراجع الحاصل على مستوى الأخطبوط بلغة الدراسات العلمية، فإن ذات الدراسات أوردت تحسنا مهمة في السيبية والكلمار ، وهو معطى يطرح الكثير من الأسئلة بخصوص التفاوث الحاصل بين تطور الأصناف الرخوية أمام العطالة الطويلة التي عرفتها السواحل الجنوبية .

مصدر آخر تحدث للبحرنيوز أكد أن مستقبل الموسم يرتبط أساسا بالكوطا الموسمية التي سيعلنها القرار الذي تبقى صلاحياته في يد الإدارة الوصية،  لاسيما وان مؤشرات المعهد بخصوص الأخطبوط  خلقت نوعا من الضبابية، التي تفتح الباب أمام سياسة المغامرة الإقتصادية، لكن شريطة ان تتحمل إدارة الصيد تبعات اي قرار محتمل، حتى لا يكون هناك إنتحار قطاعي،  لأن الإنطلاق في غياب ضمانات واقعية بخصوص المخزون، أمام الإستثمارات الكبيرة التي تكلفها رحلات الصيد، سيكون بمثابة المغامرة، خصوصا وأن الأسباب التي أدت إلى إلغاء الموسم الصيفي لا زالت قائمة. كما أفاد المصدر في ذات السياق أن إستدامة المصيدة، تبقى من بين الركائز الأساسية، التي يجب الإحتكام إليها، بعيدا عن باقي التحديات، لأن الإستثمار وفرص الشغل هي مرتبطة بإستدامة المصايد،  لا بالحلول الترقيعية التي لن تنتج إلا مزيدا من المخاطر والكوابيس.

وسجل المصدر المهني أن واقع الحال يفرض الإيمان بمخرجات الدراسات العلمية، والإنتصار للتدبير الحكيم، الذي جعل من المملكة مفخرة على المستوى الدولي، من حيث حكامة التسيير في قطاع الصيد. لدى فسلطات القرار هي مطالبة اليوم بحماية هذه المكتسبات، والتصدي لمختلف الضغوطات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، للإنتصار لإستدامة المصايد، والمحافظة على الأنواع. فلا أحد يرغب اليوم يضيف المصدر المهني، في التضحية بما تم القيام به طيلة الشهور الماضية، والتي تحمل وطأتها الأطقم البحرية لاسيما في الصيد التقليدي وأعالي البحار ومعهم شركات الآعالي. هذه الآخيرة التي تعاني اليوم من مجموعة من التبعات الإقتصادية والإجتماعية بسبب الأزمة المتواصلة.

ويترقب الفاعلون المهنيون صدور قرار الموسم الشتوي وسط حالة من الدهول، لاسيما بعد إلغاء الموسم الصيفي بما راكمه من توقف طويل  ، حيث أطلق المنجّمون العنان لباب التخمينات، بخصوص الكوطا  المحتملة، والتي لن تخرج حسب الكثير من المهنيين والمتتبعين للشأن البحري، عن دائرة التقشف والتدابير الإحترازية، كما اشرنا في وقت سابق، فيما تتواصل الإستعدادات على قدم وساق في أوساط الأساطيل البحرية، من أجل التفاعل مع أي مستجد محتمل في القادم من الساعات . 

 

 

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

2 تعليق

  1. راه الداخلة الاخطبوط بالكترة وكل أقاويل المعهد ما هي الا رغبات دوي المصانع الكبرى التي تشتري أخطبوط الشمبرارت الوفير والتي في هده الفترة لا تطمع بأن يشاركها أحد في الغنيمة

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا