مستقبل مصايد العرائش يقلق المهنيين والباحثين رغم تحسن المفرغات

0
Jorgesys Html test

سجلت مفرغات أسطول الصيد الساحلي صنف السردين بميناء العرائش، خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة من سنة 2017، نوعا من الإزدهار في أغلب أصناف الأسماك السطحية الصغيرة خصوصا منها السردين و لانشوبا .

وأبان  أرباب مراكب الصيد  ومعهم بحارة المنطقة عموما، عن انتعاش مصايد المنطقة من جديد، وتنوع مصطاداتهم السمكية، التي أضحت تحترم الصيغة القانونية للمنتوج السمكي ، مساهمة حسب تصريح مهني، في تحقيق نوع من الموازنة التجارية المالية لأرباب و بحارة الصيد الساحلي . ما شكلت نوعا من التعويض على ما لحق المهنيين جراء تراجع الصيد في الأشهر الماضية .

إنتعاش المفرغات يرسم بسمة مشوبة بالتوجس المهني 

سجلت مصادر مهنية أن المصطادات السمكية سواء  لانشوبا و السردين المفرغة خلال الأسابيع الأخيرة بالميناء،  هي تتوفر على المعايير التي  تستجيب لمتطلبات السوق، إلا أن هذا المعطى لم يكن كافيا لرسم الإبتسامة على محيا مهنيي العرائش، حيث قال نورالدين لودييي رئيس جمعية الكرامة بميناء العرائش في تصريح هاتفي بالبحرنيوز، أن مصيدة المدينة هي  تخالف التوقعات المنتظرة،  بعد أن  أضحت تعرف نذرة في المصطادات السمكية خلال السنوات الأخيرة، مقارنة مع السنوات الفارطة، والتي كان خلالها العرض السمكي يتسم بتنوع و كثرة المنتوجات البحرية.

وأكد الفاعل الجمعوي، أن من بين العوامل التي ساهمت في بروز ظاهرة نذرة الأسماك السطحية الصغيرة بسواحل الإقليم، هناك نزوح مجموعة من مراكب صيد السردين، التي إختارت نقل أنشطتها إلى ميناء المدينة، بعد مغادرتها لموانئها الأصلية منذ مدة من الزمن، نتيجة الشح الحاصل في المصطادات السمكية. بحيث تنشط قرابة 80 مركبا للصيد الساحلي صنف السردين يقول المصدر، بسواحل العرائش .

وأضاف ذات المتحدث في سياق متصل، أن الإصلاحات التي شهدها ميناء المدينة، قد فسحت المجال أمام استمرار عملية الإبحار من دون توقف في جميع فصول السنة، نتيجة تقلص هامش الخطر عند ولوج و خروج مراكب الصيد الساحلي من وإلى الميناء. وهو ما أثر سلبا على الثروة السمكية بسواحل المنطقة يقول الفاعل الجمعوي . وذلك في غياب تام لتمثيلية فعلية لبحارة الصيد الساحلي بالمنطقة تساهم حسب تعبير لودييي في رفع الوعي المهني و الترافع على قضايا الميناء وإنتظاراته، في مختلف  المحافل و اللقاءات الرسمية.

التمثيلية المهنية وتحدي إعادة الإعتبار لميناء العرائش 

 “سلبية التمثيلية المهنية” كما يعبر عنها الوديي لم ترق  خالد شكيل  الكاتب العام لغرفة الصيد البحري المتوسطية، والذي نفى ما يدعيه بعض مهنيي الصيد الساحلي بخصوص التمثيلية المهنية بميناء العرائش، موضحا أن التاريخ يسجل  التطور الذي عرفه تنظيم و تدبير أسطول الصيد الساحلي بالميناء ،  وذلك من خلال مساهمة تمثليية الغرفة، وبنسبة 80 في المائة يقول الكاتب العام، في الحد من المشاكل و الإرهاصات التي كانت تحول ذون  تطور المستوى الاقتصادي و الاجتماعي لمجهزي المراكب و بحارة الصيد، باعتبارهم شريكين أساسين في قطاع الصيد الساحلي.

وأوضح شكيل الذي هو في ذات الآن رئيسا لجمعية لكسوس لأرباب مراكب الصيد الساحلي بالعرائش، أن من بين الإجراءات التنظيمية و التنسيقية التي قامت بها تمثيلية الغرف مؤخرا ، يبرز التسير المحكم للمنتوج السمكي بالمنطقة، من خلال تخصيص كوطة يومية، من شأنها الرفع من القيمة المالية للمصطادات السمكية، و التحكم في قانون العرض والطلب بغية الحفاظ على الثروة السمكية بسواحل العرائش، و تثمين المنتوج السمكي  بتحديد سقف المصطادت السمكية في 300 صندوق لكل مركب، بدلا من 1500 صندوق كان يتم جلبها في وقت سابق،  مشكلة أحد الحواجز الأساسية في وجه  التثمين المنشود. 

وسجل المصدر المهني  في ذات السياق، أن تمثيلية الغرف كانت مواكبة على مدى 14 سنة الآخيرة لجل المشاكل والارهاصات، التي يعاني منها قطاع الصيد البحري،  من دون ضجيج،  في تحد  للصراعات والسلوكيات السلبية، المتمثلة بشكل أساسي في قلة الوعي عند بعض مهنيي وبحارة الصيد بالمنطقة. كما أشار المصدر الجمعوي إلى أنه رغم الواقع المعاش، فإن تمثيلية الغرف بالعرائش قامت بتحسين و تنظيم قطاع الصيد الساحلي بالمنطقة إلى حد بعيد.

الباحثون يدقون ناقوس الخطر بخصوص واقع المصايد 

إذا كان التنظيم والتنسيق المهني قد أفلح  فعلا وفق إشارة شكيل، في تغير صورة ميناء العراش في إتجاه إعادته إلى توهجه السابق ، فإن المهتمين بالبحث في الصيد البحري لم يخفوا مخاوفهم من التراجع المقلق للمصايد ، جراء مجموعة من العوامل البيئية والمناخية والبشرية. 

وأكدت مصادر عليمة من داخل المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بطنجة، ان ظاهرة تقلص المخزون السمكي بالعرائش، يبقى لصيقا بمجموعة من العوامل منها إرتفاع درجات الحرارة، التي تساهم بشكل كبير في هجرة بعض الأصناف البحرية للمناطق المنخفضة الحرارة، مضيفة في ذات السياق أن قلة التساقطات التي عرفتها المنطقة، أدت  إلى تشكل صبيب ضعيف لواد لوكوس، الذي كان يحمل معه مجموعة من الأملاح المعدنية المساعدة في تكاثر الأسماك السطحية الصغيرة بسواحل العرائش.

وأوضح المتتبع لتطور مصايد السمك، أن العوامل البشرية التي تهم إفراط بعض مهني الصيد الساحلي  في الصيد، و إستنزاف واستهداف الأسماك السطحية الصغيرة في فترة التوالد و تكاثر المخزون السمكي، إلى غيرها من العوامل خصوصا  التلوث البيئي، قد ساهمت بشكل سلبي في تراجع المخزون السمكي بسواحل العرائش.

وتؤكد بعض الإحصائيات الرسمية إلى تراجع المخزون السمكي بالمغرب قد تراجع بنسبة 40 في المائة مند سنة 1986 إلى حدود  الساعة،  حيث يفيد الباحثون في شؤون الصيد ، أن إستمرار عملية استنزاف الثروات السمكية بنفس الوثيرة سيقود إلى استنفاذ المخزون السمكي بصفة نهائية خلال سنة 2050 .  فيما تشير المصادر المطلعة أن المغرب يتوجه نحو التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات، التي من شأنها ترسيخ  إستراتيجية جديدة،  في إتجاه الحد ولو بشكل نسبي من تفاقم الوضع، سيما  في ظل هجرة ما يقارب 140 نوعا من الأحياء البحرية لمناطق ساحلية أخرى كالبحر الأحمر .

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا