وسط تخبّطات تجارية .. الغموض يكتنف مستقبل موسم الأخطبوط !

0
Jorgesys Html test

مع إقتراب موعد إنعقاد لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط، طفى على السطح نقاش قوي بخصوص هذه المصيدة، حيث تؤكد الأصداء الدائرة على مستوى الساحة المهنية أن الصنف الرخوي يواجه اليوم أزمة اثمنة، جعلت مجموعة من الشركات تعجز عن تصريف مصطاداتها في السوق الدولية.

إلى ذلك تؤكد المصادر أن عدم الإغلاق الكامل للمصيدة الجنوبية على مستوى إستهداف الرخويات، كان سببا مباشرا في تهاوي الأثمنة لاسيما منها المتعلقة بالكلمار والسيبيا، والتي أرخت بظلالها على الأخطبوط، حيث أن الأثمنة تراجعت بشكل كبير مؤخرا مقارنة مع الأيام الأولى من نهاية الموسم الشتوي المنصرم، وهو ما جعل مجموعة من الفاعلين يواجهون صعوبات كبيرة في حماية تنافسية الأثمنة.

وعلمت البحرنيوز أن حالة من الترقب يعيش على إيقاعها سوق الرخويات لما ستقرره الوزارة الوصية بخصوص الموسم الجديد، خصوصا في ظل المنافسة التي أصبحت تمارسها الجارة الجنوبية، التي تزيد من تضيق الخناق على المنتوج المغربي،  وتعمق من الأزمة التجارية، حيث أن هناك مطالب مهنية جادة تدعوا إلى تأجيل إنطلاقة الموسم الصيفي، بما يخدم مصلحة المنتوج المغربي، لتلافي بورباج جديد على مستوى التخزين، كمناورة تجارية لإعادة التوازن للأثمنة، وتمكين الشركات المغربية من وقت إضافي يساعدها على تصريف مخزونها بأثمنة تفضيلية . 

ويصطدم هذا الخيار بالوضعية الإجتماعية لرجال البحر، خصوصا وأن البحارة هم عائدون من سنة إستثنائية أجبرتهم على التوقف لتسعة أشهر كاملة، كان لها تأثيرها المباشر على الإستقرار الإجتماعي لهذه الشريحة، لاسيما وأن هذه التوقفات الإضطرارية تبقى غير مؤدى عنها في سياق الراحة البيولوجية أو التقنية،  حتى وإن كانت السنة الماضية قد حملت مستجدا جديدا، تمثل أساسا في رصد تعويضات إختيارية من طرف الشركات خلال الأزمة الماضية، لتلافي الإحتقان في أوساط الأطقم البحرية، حيث أن الوزارة الوصية ستجد نفسها بين سندان السوق وما يصاحبه من متغيرات ومطرقة الوضعية الإجتماعية وما يرافقها من إنتظارات على أعتاب عيد الأضحى المبارك. 

وتسود نقاشات داخلية حول المتغيرات التي تعرفها مصيدة الأخطبوط في السنوات الآخيرة من تحديات قوية، حيث يطرح السؤال اليوم كيف يغير المغرب في طريقة تعاطيه مع هذه المصيدة التقليدية، تحت شعار الصيد الرشيد المربح، المبني أساسا على تثمين المصطادات للرفع من عائداتها على مستوى الكيف والقيمة، وليس على مستوى الحجم والمجهود، وهي إنتظارات تحتاج اليوم لنقاش صريح وإسترتيجي،  يحفز الإرادة لمسايرة الإصلاحات الكبرى التي تعرفها المصايد، وفق توجهات تستحضر في عمومها إستدامة المصايد، وتحافظ على الإستقرار الإجتماعي وتحفز مناخ الأعمال، من خلال ضمان تنافسية المنتوج على مستوى السوق الدولي. 

وفي خضم هذا النقاش تواصل سفينة البحث العلمي الشريف الإدريسي تنفيذ مهامها  العلمية على مستوى مصيدة  الأخطبوط، للوقوف على المؤشرات العلمية للمصيدة ، التي كانت قد قدمت في الأيام الآخيرة من الموسم الشتوي المنصرم مؤشرات مقلقة تغذيها محدودية الصغار، وسط مخاوف من أن يكون لذلك تأثير على الموسم المنتظر، فيما دقت فعاليات مهنية ناقوس الخطر حول مجموعة من الممارسات التي تم توثيقها في تصريحات مهنية مسؤولة، ضمن لقاءات رسمية ، في كون السفن والمراكب عمدت إلى التخلي عن كميات كبيرة من المصطادات الرخوية صنف الأخطبوط بعد صيدها ومعالجتها، لتعويضها بأحجام تجارية أكبر منها بالنظر لضعف الكوطا امام وفرة المصطادات مع بداية الموسم المنصرم. حيث إعتبر فاعلون أن عدم إلغاء نزول السفن والمراكب من 12 أميال  إلى 10 أميال بتاريخ 20 فبراير المنصرم دون مراجعة الكوطا بشكل يساير وفرة المصطادات، خطأ إسترتيجيا بالنظر للخصوصيات التي ميزت الموسم المنصرم .

وكان مهنيون قد طالبوا في كذا مرة إبان الموسم الشتوي المنصرم برفع الكوطا، لمستويات تستجيب لخصوصيات المصيدة، التي قدمت مؤشرات مغايرة لحالة النقص التي كانت قد أفرزتها مؤشرات المعهد الوطني للبحث في الصيد البحر، الذي أكد قبل إنطلاق الموسم المنصرم أن المصيدة عرفت تراجعا على الرغم من الراحة الطويلة التي إستفادت منها المصيدة ، لتتم مراجعة الكوطا مرة واحدة بشكل يحكمه التقشف المنبتق عن المخاوف التي صاحبت مرحلة النقاهة التي كانت تمر منها المصيدة .

ويبقى الغد مقرونا بما ستحمله اللقاءات القادمة والقناعات التي ستترسخ لدى مختلف الفاعلين، لاسيما على مستوى سلطات القرار ، بالنظر لكون مصيدة الأخطبوط هي اليوم تنظم بقرارين منفصلين ، قرار يحكمه مخطط التهيئة المعتمد جنوب سيدي الغازي بما في ذلك الوحدة الفرعية لبوجدور، وقرار يحدد نشاط الصيد للصنف الرخوي بالدوائر البحرية الممتدة شمال بوجدور، حيث النداءات متواصلة لإعتماد مخطط تهيئة ينظم الولوج لهذه المصيدة التي تعرف تطورات مهمةـ لتصبح أكثر تنظيما على غرار ما يقع بالجنوب .

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا