سجلت مفرغات الصيد بميناء الوطية بطانطان خلال الفترة المنقضية من سنة 2023، إرتفاعا مهما على مستوى الحجم والقيمة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2022، وفق ما أكدته أرقام صادرة عن مندوبية الصيد البحري بالدائرة البحرية لطانطان. وهي مؤشرات تبعث على الإطمئنان بخصوص السنة الجديدة، التي تعد بتحقيق أرقام إستثنائية على مستوى الصيد، خصوصا بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، التي إنطلق لإستغلال بها قبل أيام قليلة بعد أن خضعت لراحة مهمة.
وكشفت أرقام صادرة عن مندوبية الصيد البحري بالوطية حصلت عليها البحرنيوز ، أن ميناء المدينة قد إستقبل إلى حدود 21 مارس الجاري أزيد من 2500 طن من الأسماك السطحية الصغيرة تم تحقيقها في ظرف 10 أيام من الإشتغال بعد إستئناف المراكب نشاطها بالمصيدة ، بقيمة تفوق 7,48 مليون درهم، وهو ما يعكس إرتفاعا بنسبة 150 في المائة على مستوى الحجم و545 في المائة على مستوى القيمة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2022، التي إستقرت فيها المفرغات عند حدود 445 طن بقيمة توقفت عند 1,16 مليون درهم .
وعلى مستوى سوق السمك للبيع الأول بالميناء ، فقد شهد بدوره إرتفاعا مهما بلغ 19 في المائة على مستوى الحجم و32 في المائة على مستوى القيمة ، بعد أن سجل سوق السمك للبيع الأول 7614 طن، بقيمة فاقت 254,78 مليون درهم عند حدود 21 مارس الجاري، مقابل 6385 طن بقيمة بلغت 192,71 مليون درهم في نفس الفترة من السنة الماضية.
وأكد محمد نافع مندوب الصيد البحري بالوطية في تصريح للبحرنيوز، أن هذه الأرقام تبقى إستثنائية في إنتظار تحقيق المزيد ، مبرزا في ذات السياق ان هذه النتائج تعود بالأساس لنجاعة المخططات المعتمدة على مستوى المصيدة ، وكذا التنسيق الحاصل بين مصالح مندوبية الصيد البحري والمكتب الوطني للصيد وباقي السلطات المينائية. ناهيك عن الوعي المهني الحاصل لدى الفاعلين ومعهم التكتلات المهنية المحلية ، حيث أن ميناء الوطية أصبح اليوم يضرب به المثل على مستوى الحرص المهني على تطوير المصيدة السطحية الصغيرة ، حتى أن المهنيون هم يساهمون اليوم في تدبير المصيدة والحفاظ على إستدامتها .
وبخصوص شهر رمضان الأبرك، أكد محمد نافع أنه وبتنسيق مع باقي المتدخلين، تتم بشكل متواصل عملية تتبع أثمنة المنتوجات البحرية على مستوى ميناء الوطية، لمنع الإحتكار والمضاربات، فيما سيتم كإجراء تنظيمي لضمان إنسيابة تموين الأسواق، تزويد الإدراة المركزية بالإحصائيات اليومية وكذا عدد الشاحنات المحملة بالأسماك المغادرة للميناء ، ووجهتها المبدئية ، حتى تكون هناك سلاسة في تموين الأسواق ، ومنع أي تضخم محتمل في أسواق البيع الثاني، وكذا الإطمئنان على مستوى العرض ، ليكون هناك توزن على مستوى أسواق الإستهلاك بشكل يضمن وصول الأسماك بأثمنة مناسبة للمستهلك .
وفي موضوع متصل يهم تمكين المستهلك المحلي بميناء الوطية من الأسماك، أضاف مندوب الصيد، ان إجتماعات تنسيقية إنعقدت على أعلى مستوى بالإقليم ، بتوجيهات من عامل الإقليم ن للحرص على تموين الأسواق المحلية بالأسماك المختلفة وبأثمنة تتماشى مع قدرة المستهلك المحلي، وإنسجاما مع قانون العرض والطلب. حيث أشار المصدر في ذات السياق، أن مدينة طانطان شأنه شأن عدد من مدن المملكة، ستستفيد من مبادرة الحوث بثمن معقول ، التي تبلغ نشختها الخامسة هذه السنة. وذلك بيتنسيق بين السلطات الإقليمية، خصوصا القسم الإقتصادي والإجتماعي والفاعلين الإقتصاديين في أعالي البحار، وكذا إدارة الصيد البحري، لضمان تموين السوق المحلي بالأسماك، بشكل يستجيب للأدواق المختلفة وكذا القدرات الشرائية على المستوى المحلي.
ويعد ميناء طانطان من بين أهم موانئ الصيد البحري بالمغرب والثالث على صعيد الأقاليم الجنوبية للمملكة بعد الداخلة والعيون، ويساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجهة كلميم وادنون عموما، وإقليم طانطان خاصة. إذ وبالعودة إلى ارقام المندوبية يعرف ميناء الوطية نشاط أزيد من 500 وحدة في سنة 2023 موزعة على مختلف أساطيل الصيد ، وتشغل الألاف من البحارة .
ويعرف الميناء تواجد 46 سفينة لأعالي البحار و247 قارب للصيد التقليدي (243 نشيطة) و107 مركبا للصيد الساحلي صنف الجر ( يعرف الميناء نشاط 136 مركبا بالنظر لتزايد عدد المراكب الزائرة ) و29 مركبا للصيد بالخيط ، فيما جدد 80 مركبا للصيد الساحلي صنف السردين رخصهم برسم سنة 2023 بميناء الوطية ، لكن النشاط حاليا يبقى منحصرا في حدود 40 مركبا ، فيما تنشط باقي المراكب المسجلة بالميناء بكل من ميناء سيدي إفني وأكادير، تماشيا مع التنطيق الذي يجمع الموانئ الثلاثة في مصيدة واحدة .
