أكادير .. مكالمة هاتفية طائشة تخلّد قصة تدخل إنسانية لمساعدة بحار طلب العون من مندوبية الصيد

0
Jorgesys Html test

خلقت مندوبية الصيد البحري بميناء أكادير الحدث يوم الأربعاء 11 غشت 2021، بتدخلها لتقديم خدمة إنسانية جليلة في غير اختصاصها لصالح أحد البحارة  في موقف إنساني متميز واستثنائي.

فبلغة الرحمة والعطف والإنسانية، تمكن أحد البحارة من قضاء مأربه في الحصول على مساعدة مادية، لإنجاز مجموع الإجراءات المصاحبة لنقل جثمان والدته المتوفية، ودفنها في مسقط رأسها، حيث أن الواقعة شكلت مفارقة عجيبة تستدعي التأمل، خصوصا عندما نسوق ظروفها وحيثياتها الغريبة، بداية من توصل أحد موظفي مندوبية الصيد البحري بميناء أكادير بمكالمة هاتفية غريبة، كان وراءها صوت باح يبكي ويطلب المساعدة، لتفعيل إجراءات نقل والدته الميتة من أحد المستشفيات بمدينة مراكش.

لم يكن في حسبان موظف مندوبية الصيد البحري يأكادير أنه سيتلقى هدا النداء، ولم تكن هناك أي معرفة مسبقة بين الطرفين من قبل.  لكن القدر ساق السائل إلى ربط الاتصال برقم معين طلبا للمساعدة، فكان التصرف بعدم رد السائل، حفاظا على كرامة الرجل في الظروف الصعبة التي أصبح يعيشها. إد أن السائل كان قد فقد أبوه مند أربعة شهور فقط، وكانت والدته تعاني من مرض، فقرر أن يخضعها لعملية جراحية بعد انصرام أيام الحداد.  لكن القدر كان قاسيا مرة أخرى، وشاءت الأقدار أن تسلم الروح إلى بارئها بأحد المستشفيات بمدينة مراكش. ما شكل صدمة قوية للرجل، الذي تقطعت به السبل، بعد فقدانه لأبيه وأمه، وبقي هائما وسط حزن فقدان الوالدة من فوق سرير العمليات. ولم يكن أمامه غير الاتصال برقم معين في داكرة هاتفه، دون سبق إندار أو معرفة.

ولم يتأخر الرد طويلا، كما لم يكن هناك تردد أو تساؤل، بل تكافل نابع من الأخلاق الحميدة لتحقيق غاية منشودة، متمثلة في تقديم مساندة نقل البحار لجثمان والدته من المستشفى من مدينة مراكش إلى مسقط رأسها لدفنها بجوار أبيه. فكان للبحار طلبه، و كان له أيضا الدعم و المساندة، في ظروف استثنائية وغريبة من جهة معينة لم يكن يضعها في حسبانه.

قصة البحار المعني في المقال مع مندوبية الصيد البحري بأكادير، هي واحدة من بين القصص الغريبة التي تتجاوز وتتخطى العلاقة الإدارية بين المواطن المهني البسيط، والإدارة، تجسدت في دراما حقيقية، مليئة بالمنعطفات المؤلمة، أيقظت في نفوس العديد المشاعر الإنسانية ، وأثارت في قلوبنا فلسفة المحنة والحياة، و اليأس و الألم و الرحمة، و الأمل… كما وثقت للهشاشة التي يعاني منها البحار،  في غياب تغطية إحتماعية قوية، تغنيه عن إلتماس العطف والبحث عن المعونة في مواقف صادمة من قبيل ما سردناه في هذه القصة. 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا