الجديدة .. وفاة غطاس في ظروف غامضة تفتح النقاش حول وضعية الغطاسين بمنطقة الطحالب

0
Jorgesys Html test

أسلم غطاس شاب  أنفاسه الآخيرة أمس الخميس 17 غشت  بأحد شواطئ الجديدة في ظروف وصفت بالغامضة ، بعد تعرضه لأزمة نفسية حادة عندما كان منهمكا في نشاط جني الطحالب في اعماق سواحل الإقليم .

الصورة تقريبية من الأرشيف

وحسب مصادر محلية فإن الحادث وقع بعرض البحر أثناء رحلة الغوص عن جني الطحالب، حيث فوجأ ربان القارب الذي أبحر على متنه الغطاس، بجسم هذا الآخير طافيا على سطح الماء ، ليتم التدخل برفقة غطاس أخر كان مرافقا للطاقم في رحلة الصيد من أجل رفع الضحية ، الذي كان لايزال على قيد الحياة ، حيث سارع الطاقم بإجلائه نحو شاطئ المريسة بجماعة الأمغارية، غير أن ضعف التكوين على مستوى تقديم الإسعافات الأولية، وكذا تأخر إلتحاق الجهات المختصة وسيارة الإسعاف جعل الغطاس يلفض أنفاسه الآخيرة. فيما تمت معاينة الجثة من طرف الجهات المختصة قبل أن يتم إجلاءها إتجاه مستودع الأموات بالمستشفى المحلي، في إنتظار إخضاعه للتشريح الطبي للوقوف على ملابسات الوفاة بأوامر من النيابة العامة المختصة.

وكشفت المصادر أن الضحية هو شاب في العشرينيات من عمره ، غير متزوج ، فيما أكدت مصادر محلية أن إشكالية التكوين وضعف الإلمام بمجموعة من المعطيات التقنية، قد تكون سببا أساسيا في وفاة الغطاس، لاسيما وأن موسم الطحالب يحفز الشباب على مزاولة هذا النشاط المهني ، في غياب الخبرة الكافية التي تتيح للغطاس مواجهة مختلف التحديات التي من الممكن مواجهتها في قاع البحر ، حيث الضغط المتزايد يفرض التوفر على مجموعة من التقنيات الأساسية ، سواء على مستوى البقاء على قيد الحياة ، وكذا على مستوى التواصل مع زملاء العمل أثناء أداء المهام وكذا مواجهة أخطار معينة .

إلى ذلك يؤكد الفاعلون المحليون أن الجديدة تبقى في حاجة لمجموعة من الوسائل للإرتقاء بمنظومة الإنقاذ البحري خلال موسم الطحالب، خصوصا وأن التعاطي مع حوادث الغطس تبقى محط إجتهادات محلية من طرف الغطاسين ، فيما تحتاج مثل هذه الحوادث ليقظة قوية ونجدة خاصة تتسم بالسرعة ، لاسيما وأن الغطاس قد يفارق الحياة في دقائق معدودة، وهو ما يتطلب التوفر على مروحية للتدخل السريع من جهة، وتعزيز قدرات الغطاسين بالوسائل والإمكانيات المعرفية اللازمة لتقديم الإسعافات الأولية، لأن أول مسعف للغطاس يبقى هو زميله تحت الماء ، غير أن هذا التدخل يفرض التوفر على المستلزمات ، وكذا المعرفة المسبقة بنوعية التدخل التي تجنب الغطاس الإختناق تحت الماء.

ويشدد المتدخلون على أن الجديدة من المفروض توفرها على “قاعة ضغط” من أجل مواجهة الأخطار التي تواجه غطاسي الطحالب، لأن إضطرابات الغوص المرتبطة بالضغط  تنجم عادة عن توسع أو انضغاط المساحات المملوءة بالغاز في الجسم (رضح ضغطي barotrauma) أو تحرير النتروجين المذاب في الدم والأنسجة (داءُ تَخفيفِ الضَّغط decompression sickness) يمكن لأي من هاتين العمليتين أن تُسببا تحرير فقاعات في الشرايين، مما يؤدي إلى انسداد المجرى الدموي، وإعاقة وصول الدم إلى الأعضاء (صمة غازيّة رئويّة).كما يمكن للغازات مثل الأكسجين والنتروجين أن تسبب اضطرابات (مثل التسمم بالأكسجين، و خَدَر النتروجين) وذلك عند التنفس في ضغطٍ عالٍ جدًا، كما هيَ الحال عند الغوص إلى أعماق تحت الماء. فيما يؤكد الفاعلون المحليون على الغوص على الطحالب بالمنطقة يجب ان يظل في مستويات محدودة لا تتجاوز 10 أمتار. 
 
وتتيح قاعة الضغط أوما يصطلح عليه بالمعالجة بالأكسجين عالي الضغط تنفس الأكسجين النقي في بيئة مضغوطة. والمعالجة بالأكسجين عالي الضغط هي طريقة علاج معروفة لمرض تخفيف الضغط، وهو أحد المخاطر المحتملة للغوص تحت المياه.  إذ وفي غرفة المعالجة بالأكسجين عالي الضغط، يتم زيادة ضغط الهواء من حولك مرتين إلى ثلاث مرات أعلى من ضغط الهواء الطبيعي. وفي هذه الظروف، يمكن أن تجمع رئتاك أكسجين أكثر مما يمكن تنفسه من الأكسجين النقي في ضغط الهواء الطبيعي. ويساعد هذا الأكسجين الإضافي على مكافحة البكتيريا وتحفيز إطلاق مواد تُسمى “عوامل النمو والخلايا الجذعية”، والتي تعزز عملية الالتئام.

إلى ذلك يلتمس المهنيون من الجهات المعنية التدخل لتحسين ظروف إشتغال الغطاسين والإرتقاء يوضعيتهم الإجتماعية،  خصوصا وأن كثير منهم يتخبط اليوم في وضعية هشاشة ويعانون من أمراض مزمنة، تبقى في غالبيتها ناجمة عن تراكمات ترتبط بنوعية النشاط المهني، الذي يحتاج لتضحيات كبيرة في التعاطي مع البحر، وضبط عملية التنفس تحت الماء، حتى ولو كان ذلك على حساب الجهاز التنفسي، الذي يتعرض لكثير من المشاكل، يكون لها أثر سلبي على صحة الغطاس.

 
Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا