الحسيمة تناقش رهانات التغيّرات المناخية بالساحل

0
Jorgesys Html test

____Houceima___Deb__1_255667642 (1)أشار مشاركون في ندوة حول “رهانات التغيرات المناخية بساحل الحسيمة”، المنظمة على هامش الدورة 11 للمهرجان المتوسطي، إلى أن ساحل المذكور تتهدده مجموعة من المخاطر، نظرا لعلاقة التحولات المناخية العالمية بالجفاف وندرة المياه، وانحصار وانجراف السواحل، وتسارع وارتفاع مستوى سطح البحر، وتناقص الموارد السمكية، وفقدان التنوع البيولوجي البحري.

وأجريت في هذا الإطار ثلاث جلسات لمناقشة الملف، تطرقت الأولى إلى “آثار التغيرات المناخية على التنوع البيئي والصيد التقليدي”، وانصبت الجلسة الثانية على “خليج الحسيمة ورهانات تغيرات المناخ”، فيما خُصّصت الجلسة الثالثة لعرض “شهادات رجال البحر”، وتأثر أنشطتهم بالتغير المناخي بساحل الريف، وكيفية تعاملهم معه.

وأكّد “رجال البحر”، انطلاقا من تجربتهم الخاصة، على أن الترسانة القانونية الخاصة بالساحل تعرف عدة نقائص، نظرا لعدم أخذها بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية المتأثرة بالتغيرات المناخية، والمتسمة بتراجع الموارد السمكية بساحل الحسيمة، وانتقال أسطول الصيد الساحلي من 112 مركبا سنة 2011، إلى 51 مركبا فقط خلال السنة الجارية، مع ما يترتب عن ذلك من نتائج سلبية، على مستوى التشغيل والهجرة.

وشارك في النشاط المنظم بمقر بلدية الحسيمة، من طرف جمعية الريف للتضامن والتتنمية، ممثلون عن المصالح البلدية للحسيمة، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، ووكالة تهيئة “مارشيكا”، وأعضاء بعض الجمعيات النشيطة في قطاع الصيد الساحلي والتقليدي، بمشاركة عدد من الأساتذة والمهتمين بالمجال البحري.

وعن أهمية الندوة المنظمة، أشار عبد الصمد بنشريف، رئيس المهرجان المتوسطي للحسيمة، إلى أنه عادة ما عادة ما تُنظم الندوات، وتُعقد الملتقيات، وتصدر التوصيات والخلاصات، وتوضع فوق الرفوف، وسرعان ما تتبدّد وتتلاشى وتُترك للريح، مشيرا إلى أن انخراط المجتمع المدني يبقى معنويا، وتحسيسي، نظرا لهدم توفره على الإمكانيات لسن السياسات وإرساء الاستراتيجيات.

وأكّد عبد الصمد بنشريف، في تصريح لهسبريس، على أنه “من غير المعقول أن يُهدر الوقت والطاقة، من أجل تبادل الكلام ثم الانسحاب، في الوقت الذي يُفرض على المنتخبين والسلطات والمسؤولين عن السياسات العمومية أخذ التوصيات والخلاصات مأخذ الجدّ وأجرأتها، ولو بشكل تدريجي، على اعتبار أن حسن التدبير والحداثة والعقلانية والحكامة تبدأ من هنا”، حسب تعبيره.

وتأتي الندوة، يضيف المتحدث، في سياق انعقاد القمة المناخية الدولية 22 بمراكش، وعلى خلفية القمة المتوسطية للمناخ التي انعقدت مؤخرا بطنجة، ما دفع جمعية الريف للتضامن والتنمية إلى تجسيد الاهتمام بأهمية المناخ والحق في بيئة سليمة، ومحاولة التحسيس بالمخاطر التي تهدد ساحل الحسيمة، في ظل التطورات العمرانية والاجتماعية والاقتصادية، وفي غياب حكامة مناخية وسياسة عمومية تأخذ بعين الاعتبار الانعكاسات السلبية التي يُمكن أن تترتب عن سوءالتدبيرو التعامل مع المجال البحري.

وأضاف بنشريف، بصفته رئيسا لجمعية الريف للتضامن والتنمية، أن ساحل الحسيمة مهددا بمزيد من المخاطر، بحكم هشاشة البنية الجيولوجية، والممارسات البشرية، والإهمال الذي تعرض له، إلا إذا تم اعتماد استراتيجية مندمجة ومتكاملة لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، مؤكّدا على أن الندوة تروم التحسيس بضرورة الانخراط في المشروع، سواء من طرف المجتمع المدني أو المنتخبين أو السلطات، كل من له علاقة بالبيئة.

الحسيمة : صالح الخزاعي

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا