رحلة الصوم على ظهر المالح بلسان نسوي

0
Jorgesys Html test

يقضي رجال ونساء  البحر معظم أوقاتهم على ظهر المالح “البحر”، خصوصا منهم البحارة الصيادون، باعتبار عملية الصيد  تكتسي أهمية خاصة خلال رمضان الأبرك، بإعتبارها صمام الأمان في تموين السوق بالمنتوجات السمكية، التي ينتعش الطلب عليها بشكل كبير خلال الشهر الفضيل.

غيثة الرميلي واحدة من نساء البحر وهي بالمناسبة ضابطة ميكانيكية من الدرجة الثالثة على متن مركب للصيد الساحيل، إذ أوضحت للبحرنيوز أن رحلة الصوم في البحر، هي تشتهر بالألفة والتضامن و روح التضحية،  في سبيل الرفع من مستوى  نشاط طاقم الصيد على ظهر المركب. حيث أفادت ذات المتحدثة أن نشاط الصيد في رمضان يكون أكثر  دينامية ، تماشيا مع المحفزات التي تفرضها  حاجة السوق للمنتوجات البحرية، في ظل إقبال الأسر الكبير على الأسماك. فنشاط الصيد يتم تكييفه مع خصوصيات الشهر الفضيل ، وفق المهام المنوطة بكل فرد من طاقم الصيد .

فسوق الأسماك تنتعش بشكل كبير في رمضان الكريم، وهو ما يفسر رغبة الأطقم البحرية، في تعزيز نشاطها خلال هذا الشهر ، حيث يصوم الصيادون تقول الرميلي أيامهم وسط تلاطم الأمواج وتدبير مسؤوليتاتهم البحرية،  بعيدا عن أجواء العائلة، كفاحا وكدحا طمعا في تحقيق مداخيل تعزز مستوياتهم الإجتماعية. فوسط البحر “نقضي جانب من أيام الصيام ، على وقع  الغربة والترقب تضيف الرميلي، ورغم ذلك فإن البحارة يصنعون الابتسامة بينهم، ويعيشون أجواءهم بكثير من التفاؤل لا يملون من خلق أجواء رواحانية أحيانا ومرحة أحيانا أخرى ، في وسط يغطي على الغربة التي تفرضها رحلات الصيد، في مجال بحري ممتد،  يحتاج للعمل الجماعي والتآزر والألفة والتضامن ، هنا يتعلم الإنسان تسجل الرميلي حقيقة التآزر والتضحية في سبيل الإنسانية.

وقالت الضابطة الميكانيكية، أن تجربة الإبحار خلال الشهر الفضيل، تستحق ان تعاش لما تضفيه على شخصية البحارة الصيادين، من ثقة في النفس وقوة في الشخصية، التي يستمدها البحارة من احتكاكهم الدائم بالطبيعة البحرية، التي تعزز من الروابط الإنسانية والمهنيه بين مكونات أطقم مراكب الصيد. وهي الروابط التي تعوض ولو بشكل نسبي، بعد المسافات عن الأهل والأحباب، التي تفرضها الأعمال البحرية خصوصا في المناسبات الدينية والخاصة.

 وتنحذر غيثة الرميلي التي تواصل عملها ضمن طاقم مراكب للصيد الساحلي بعد أن شرعت في الإبحار قبل عامين،  من مدينة آسفي وبالضبط جماعة جمعة سحيم، حيث حصلت على شهادة البكالوريا سنة 2019 شعبة العلوم الرياضية ، ولجت على إثرها معهد التكنولوجيا الصيد البحري سنة 2019 ، لتحصل على شهادة في ميكانيكا سفن الصيد البحري، كضابط ميكانيكي من الدرجة الثالثة، حيث اشتغلت ولا زلت تعمل في الصيد الساحلي .

  ولأنها إختارت أن تطوّع المحركات على سطح البحار كمهنة خبرتها عبر التكوين ، فإن هذا لم يجرد غيثة الرميلي من حسها الأنتوي في حب المطبخ وفضولها في إعداد الأطباق الشهية التي تستمد خصوصيتها من البحر، إذ قالت في تصريحها للبحرنيوز إن المطبخ المغربي يشبه هذا البحر في الأسرار  والمكونات، مبرزة أن من أهم الأطباق التي تحب إعدادها أو مصادفتها على موائد الإفطار ، وصفة الطاجين بسمك الميرنا المفروم، الذي يعد حسب قولها من الأطباق العالية المستوى،  المتوازنة بمكوناتها البحرية، و التي تضم سمك الميرنا المفرومة مع شحمة لحم البقر تنضاف له صلصه طماطم، ويختم الطبق البحري  بطبقة من البيض لاكتمال لوحة غذائية شهية.

وختمت الضابطة الميانيكية حديثها للبحرنيوز بمباركة الشهر الفضيل لكل رجال ونساء البحر في كل الأفطار، داعية لهم بالأمن والسلامة في رحلاتهم البحرية ،  مشيدة في ذات السياق بالنضج الكبير الذي أصبح عليه البحارة المغربي ، وكذا الجانب الإنساني الذي يطغى على شخصيته ، مبرزة في ذات السياق أنه وطيلة إبحارها، لم تحس بأن هناك فوارق بين الرجل والمرأة على متن مركب الصيد، سواء على مستوى دينامية الإشتغال أو على مستوى المعاملات الإنسانية. “إنهم بحارة رائعون” . 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا