هكذا شخّص علماء المصايد أزمة مصيدة الأخطبوط .. وضعية غير مسبوقة تضع جهود الإستدامة في خبر كان

0
Jorgesys Html test

كشف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري عن تقريره بخصوص التحديات التي تواجه مصيدة الأخطبوط، حيث عمل التقرير على تتبع الأسباب العلمية والموضوعية للإنهيار الرهيب الذي عرفته المصيدة بين خريف 2021 و2022.

وعمل التقرير على فهم التغيّر الفجائي الذي عرفته المصيدة، التي تعد من مكونات المصايد المغربية مند ستة عقود،  إذ من تحسّن المصيدة وإستعادتها لوضعية تقرّبها من سنوات الزمن الجميل 1998 و2000  بعد ارتفاع في حدود 117 في المائة في خريف 2021 مقارنة مع السنة التي سبقتها ، إلى تراجع رهيب، وصف بغير المسبوق على مستوى الكتلة الحية في خريف 2022 . ومن خلال الجمع والتركيب، بين  الظواهر التي وقف عليها التقرير، يبرز الاستغلال المفرط الهائل الذي يعيق بشدة تجدد وتنامي المخزون، حيث ان الأزمة الحالية تهدد بعودة المصيدة لأزمة 2003 ،  في حالة التقاعس عن تنزيل إجراءات وتدابير تعيد التوازن للمصيدة .

وأوضح المعهد العلمي أن هذا التراجع، لا يمكن ربطه بشكل كلي بالعامل البيئي، بما يحمله من تأثيرات مباشرة على الكتلة الحية للمخزون، وإنما هو إنهيار يجد تبريره بشكل أكبر، في ارتفاع مجهود الصيد،  والاستغلال المفرط، الذي يقوّض تجديد المخزون السمكي ، بالنظر لعدم الامتثال للتدابير والإجراءات المعتمدة بمصيدة التناوب، وفي مقدمتها فترات الراحة البيولوجية، والتوالد.

وأورد التقرير أن هناك عدة مؤشرات على الأرض، تظهر التطور العشوائي لوحدات الصيد غير المنظمة (القوارب)،  وما يترتب عنها من رفع طاقة الصيد إلى مستويات أكبر ومثيرة للقلق. وعلى الرغم من صعوبة تقدير هذه المستويات بسبب طبيعتها غير المنظمة يقول التقرير العلمي، إلا أن عواقب هذه القدرة الزائدة على جهد الصيد، تزداد من سنة إلى أخرى، وبتبعاتها على حالة مخزون رأسيات الأرجل، بارزة ولا لبس فيها. حيث يلاحظ أن من عواقب هذه الزيادة في طاقة الصيد، يظهر التدمير الحاصل في المورد ، لاسيما في ظل نشاط الصيد  المتزايد خلال فترات الراحة البيولوجية، مما يضر بشكل خطير بتجديد مخزون الأخطبوط.  وهي الظاهرة التي كانت بارزة بشدة وبشكل خاص خلال فترة الراحة البيولوجية الربيعية.

فالراحة البيولوجية خلال الربيع هي تهدف إلى حماية فترة وضع البيض، فيما تكون راحة الخريف لحماية الصغار وتوفير أجواء مساعدة على  النمو. ومن خلال فحص تطور حالة المخزون يبرز التقرير، فقد أظهرت الكتلة الحيوية للأخطبوط مع نهاية فترة الراحة البيولوجية الآخيرة، تدهورًا واضحًا للغاية ، مقارنة بالعام السابق ، وبشكل أكثر تحديدًا على مستوى الشريط الساحلي الذي يمكن الوصول إليه من خلال نشاط الصيد التقليد.  وهي وضعية تتفاقم بإستمرار ، مما يؤثر على منطقة كبيرة بشكل متزايد.

وفي موضوع متصل، نبه المعهد إلى خطورة الإستهداف المكثف  للصغار،  من خلال استخدام معدات صيد غير منظمة وغير قانونية ، مثل الشّباك ذات العيون الضيقة، والتي عادة ما ترفع نسبة المرميات في البحر بسبب عدم قانونية الأحجام المصطادة ، وهو الأمر الذي يتسبب في قتل الصغار، التي تتحول إلى خطر بيئي يؤثر بشكل كبير على نسبة الأكسجين من حيث يصبح الوسط غير منسجم مع حاجيات النوع البحري. 

وسنواصل تسليط الضوء على هذا التقرير في مقالات قادمة..

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا