شاركت الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي في فعاليات الورشات التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بروما مطلع هذا الأسبوع، والتي خُصصت لمناقشة دور آليات المجتمع المدني في تعزيز الأمن الغذائي والسيادة على الغذاء في العالم.

وعملت الكنفدرالية على تسليط الضوء على التهديدات التي تواجه صغار الصيادين في عدد من دول العالم، بسبب الهيمنة المتزايدة لأساطيل الصيد الكبرى، حيث أكد عبد الله بليهي رئيس الكنفدرالية أن هذه الوضعية تضع المجتمعات الساحلية أمام تحديات يومية في تأمين غذائها. فيما طالبت الكنفدرالية بتأمين ولوج الأساطيل التقليدية إلى المصايد بشكل عادل، ومواكبتها في التأهيل ، لتعزيز دورها في الإقتصاد الإجتماعي .
وأكد رئيس الكنفدرالية في تصريح للبحرنيوز ، على أهمية الدور الذي تلعبه الأساطيل التقليدية في تأمين الغذاء للساكنة الساحلية، داعيا إلى الترافع الجاد من أجل حماية هذه الفئة، وتثمين مساهمتها في الأمن الغذائي الوطني والدولي. فيما دقت الكنفدرالية ناقوس القلق إزاء الصيادين بعدد من الدول التي تواجه تحديات قاهرة طبيعية أو إنسانية تمنع الصيادين من أنشطتهم المهنية وولوج مصايدهم البحرية كما هو الشأن لصيادي فلسطين ..
وأشار رئيس الكنفدرالية أن المشاركة في هذا النوع من اللقاءات الدولية، يتيح الإطلاع أكثر على مستقبل السياسات المرتبطة بالتدبير على المستوى العالمي، كما تشكل مناسبة سانحة لإحتكاك بالتجارب الدولية ، وتبادل الخبرات ، بخصوص التحديات التي تواجه المصايد ، كما أن هذا الحضور يكتسي طابعا إستثنائيا في سياق التعريف بالصيد التقليدي، والترافع بخصوص تحدياته المختلفة، فيما اشار رئيس الكنفدرالية أن تراكم المشاركات في الملتقيات والحضور في الهيئات القارية والدولية جعل من الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي ، مخاطبا دوليا على مستوى النقاش القطاعي.
وتسعى الكنفدرالية، عبر هذه المشاركات، إلى تعزيز موقعها داخل هياكل العمل المدني الدولي، وبناء تحالفات إستراتيجية مع منظمات المجتمع المدني عبر العالم، بهدف الدفاع عن السيادة الغذائية والعدالة في الوصول إلى الموارد البحرية، وتثمين الأدوار الحيوية التي تقوم بها المجتمعات المحلية في إنتاج الغذاء وصون الاستقرار.
وعرفت هذه الورشات حضورًا لافتًا لممثلي منظمات المجتمع المدني من مختلف القارات، حيث تناول المشاركون بالتشخيص والنقاش واقع الأمن الغذائي العالمي، في ظل التحولات المتسارعة الناتجة عن الأزمات الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل، وما تسببه من تهديد مباشر للقدرة على تأمين الغذاء في العديد من المناطق الهشة. كما ناقش المشاركون بجدية قضايا التجويع القسري الناتج عن النزاعات والحروب والحصار، حيث يُمنع السكان من الحصول على الحد الأدنى من القوت اليومي. إذ تعتبر هذه الأوضاع تهديدًا مباشرًا لسيادة الشعوب على غذائها، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من قبل المجتمع الدولي.