تم صباح اليوم الخميس إنتشال حوت ضخم نافق من نوع “كشالو” (الحوت العنبر)، كان قد عُثر عليه منذ يوم امس طافيًا على سطح المياه قرب وحدات تصبير السمك، ما أثار حالة استنفار واسعة في صفوف السلطات المينائية والمصالح البيئية المختصة.
وبحسب المعطيات الأولية المتوفرة، فقد جرى انتشال الحوت النافق بمساعدة مجموعة من الغطاسين المتخصصين في جمع الطحالب، حيث تم ربطه بحبال قوية وسحبه بواسطة زورق إلى رصيف الميناء، قبل أن يُنقل عبر شاحنة خاصة إلى خارج الميناء، وسط إجراءات تنظيمية واحترازية مشددة.
ويُعد هذا النوع من الحيتان، المعروف علميًا باسم Physeter macrocephalus، من الكائنات المحمية والنادرة في مياه المحيط الأطلسي، ويُعتبر من أكبر الحيتان المسننة في العالم. وتشير المعاينة الأولية إلى أن الحوت بلغ طوله مترين وستين سنتيمترًا، وعرضه حوالي متر وعشرين سنتيمترًا، وكان في حالة تحلل متقدمة، مع وجود بتر واضح على مستوى الرأس، ما يعزز فرضيات تعرضه لاصطدام بسفينة أو تورطه في عملية صيد عرضي.
وطالب عدد من الفاعلين البيئيين والمهنيين في قطاع الصيد البحري بـفتح تحقيق علمي وبيطري شفاف لتحديد الأسباب الحقيقية لنفوق الحوت، مع الدعوة إلى تعزيز آليات الرصد والتتبع البيئي، ومراقبة التغيرات البيولوجية في الساحل الذي يعرف نشاطًا صناعيًا مكثفًا.
وتُعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجهها سواحل آسفي، والتي تُعد من أغنى المناطق المغربية من حيث التنوع البيولوجي والموارد البحرية، لكنها في الوقت ذاته، تواجه ضغوطًا متزايدة ناجمة عن النشاط الصناعي والصيد المكثف وضعف التتبع البيئي المستدام.
