المهدية .. جمعية “AMP-Maroc” تسخّر اليوم العالمي للبحر لإستكشاف الساحل المحلّي وتكريس التدبير المستدام

0
Jorgesys Html test

نظمت الجمعية المغربية لحماية المجالات البحرية والتنمية المستدامة (AMP-Maroc) يوم السبت 30 شتنبر 2023، خرجة ميدانية تكوينية وتحسيسية إلى ساحل المهدية (شاطئ الشليحات) بالقنيطرة، بالتعاون مع شبكة العمل المناخي العالم العربي (CANAW)، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية (Arab Network)، وكلية العلوم بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة (UIT)، والتي استهدفت مكونات المجتمع المدني المحلي بالمهدية – القنيطرة (المغرب) حيث عرفت هذه الخرجة مشاركة 25 مشاركا ومشاركة .

وحسب تقرير للجمعية المنظمة توصلت به البحرنيوز، فقد شكل الهدف الرئيسي من هذه الخرجة الميدانية المنظمة في إطار تخليد المغرب لليوم العالمي للبحر (30 شتنبر)،  هو الوقوف بأرض الواقع على بعض مظاهر التدهور الذي يعرفه الساحل المغربي وساحل مهدية بالخصوص، وإجراء لقاءات مع مهنيي الصيد في الميدان من أجل تعزيز النقاش بشأن واقع الحال من جهة، و فتح نقاش آخر حول التدبير المندمج والمستدام للساحل من جهة أخرى، وذلك لضمان الاستخدام المستدام وحماية الساحل والمجالات البحرية، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (17) في أفق 2030.

وقادت الخرجة وفق ذات التقرير، المشاركين والمشاركات للقاء محترفي الصيد بالقصبة (La pêche à la canne) بالمهدية، وذلك بحضور عدد من نشطاء حماية البيئة والمجالات البحرية، حيث تم الاستماع إلى بعض الصيادين، في سياق تقصي بعض الحقائق حول هذا النوع من الصيد، الذي يتراوح بين الهواة والمحترفين . إذ يتخذه البعض مهنة يستفيد منها. إذ تبين من خلال النقاش تراجع حجم الثروة السمكية بفعل عدة عوامل منها قذف الملوثات الحضرية والصناعية في النهر، وتخريب موائل السمك وغياب التحسيس بأهمية المحافظة على هذه الثروة الثمينة.

إلى ذلك كان للوفد المشارك في الزياة لقاء مباشر ضمن برنامج الخرجة، مع مهنييي الصيد وبيع السمك بالمهدية من قبيل عاطف مهيدي رئيس جمعية تجار السمك بالمهدية ، وعيسى هندة، رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد الساحلي بالمهدية، إلى جانب بوغابة تويس، نائب رئيس جماعة المهدية، هؤلاء الذين قدموا مجموعة من الشروحات بخصوص نشاط الصيد بالميناء، حيث شاركهم في النقاش مكونات المجتمع المدني المشاركين في الزيارة ،  خلص من خلاله الجميع أن قطاع الصيد البحري التقليدي وظروف عمل البحارة على مستوى الميناء ،  يعرف إكراهات وتحديات كبيرة ومعقدة، في ظل وجود  مجموعة من العوامل المسببة لتراجع التنوع البيولوجي (بعض الأسماك) في مصب نهر سبو وفي المياه الاقليمية للمحيط الأطلسي، والتي  وجب الوقوف عليها والحد منها في اطار تدبير مندمج ومستدام للساحل.

وفي محطة متقدمة من البرنامج الميداني ،  توجه المشاركون بمعية أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحماية المجالات البحرية والتنمية المستدامة،  لركوب قارب  من أجل عبور نهر سبو إلى الضفة اليمنى حيث يتواجد شاطئ الشليحات. وهي الخرجة التي شكلت أمام المشاركين للقيام بجولة عبر القارب والوقوف على مختلف سفن الصيد الراسية  في مرفأ المهدية، وكذا الحركة الملاحية للسفن والقوارب التقليدية. وقبل  وصول المشاركات والمشاركين الى الضفة الأخرى بشاطئ الشليحات، تم اللقاء مع عدد من الصيادين الشباب المختصون في جمع الميخة (la palourde)، والتي تتطلب عتادا وأدوات خاصة صالحة لكشط الواجهة الرسوبية (un râteau) ..

وقد شاهد الجميع عملية جمع بعض الأنواع من الصدفيات، التي تعيش في الوحل بمصب نهر سبو، من طرف هؤلاء الشبا. كما تم الاستماع إلى شروحات مقدمة في هذا الصدد، من قبيل تحديد نوع الصدفيات التي يتم البحث عنها (Palourde)، والتي يطلق عليها “لوز البحر” أو “الميخة”. وهي صدفيات تعيش مدفونة في الوحل، وتتغذى على الجزيئات العالقة في رواسب مياه مصب النهر. كما تم الوقوف من خلال تصريحات متطابقة للصيادين، على  أهم التحديات التي تعيق عملية البحث وجمع هذا النوع من الصدفيات، والتي  تتجلى في غياب العتاد الخاص بعملية الجمع وبالتالي يبقى البديل هو الاشتغال بالأيدي مباشرة.

وواصل المشاركون في هذا النشاط البيئي والإستكشافي ، للوقوف على مظاهر التلوث الناجم عن النفايات الصلبة، كنتيجة للتدخل المباشر للإنسان في البيئة البحرية، وفي هذا الصدد، قدم الدكتور محمد بنيخلف، رئيس الجمعية، عرضاً تأطيرياً بعنوان “تعزيز مشاركة المجتمع المدني المغربي في تحليل وتعديل وتنفيذ القوانين والسياسات العمومية المتعلقة بالتدبير المستدام للساحل”. كما أطر الدكتور محمد لغبيسي، عضو المكتب التنفيذي للجمعية، ورشة عمل عبارة عن تمرين تطبيقي حول كيفية تنمية مهارات استخدام تطبيقات الجغرافيا الرقمية، في رصد التغيرات المورفولوجية للكثبان الرملية على طول الساحل، وأهمية تعدد استخدامات الخرائط في ظل العصر الرقمي وتوجيهه نحو حماية المجالات البحرية.

وتم في ذات السياق الإستماع إلى شهادة سمير الحديوي أحد سكان دوار الشليحات، وهو بالمناسبة أحد مهني الصيد البحري التقليدي، حيث تقدم بشهادات حية وأدلى بمجموعة من المعطيات، التي تساهم في تأزم الوضع البيئي في منطقة الشليحات والمهدية، تم ربطها بغياب المراقبة والتتبع للحالة البيئية لمصب نهر سبو، وعدم وعي الساكنة بخطورة الوضع البيئي المحلي الناتج عن مظاهر التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية.

وصرح يوسف الكمري، الكاتب العام للجمعية، على أن التلوث البحري يؤثر بشكل مباشر على الكائنات البحرية، ويؤدي إلى فقدان التنوع الحيوي في البحار والمحيطات، والتغيرات المناخية، مبرزا أن هذه الوضعية  ستؤدي إلى زيادة درجة حرارة مياه المحيطات، والاحترار العالمي، وهو ما سيؤدي إلى نفوق مجموعة من الكائنات الحية وانقراضها. وأكد أيضاً، على ان مشاركة مهني الصيد والساكنة المحلية والمجتمع المدني في الحفاظ على البيئة البحرية أمر في غاية الأهمية، ويتطلب القيام بحملات مدروسة ومخطط لها من أجل التوعية بالمخاطر المحدقة بالبيئة البحرية، وأهمية المحافظة عليها.

في نهاية النشاط الذي يدخل في سياق استكمالا الأنشطة المبرمجة في إطار تنفيذ مشروع تأطير مجتمعات الصيد البحري والساحل، كآلية لتنفيذ البرامج والمخططات الهادفة إلى تنمية مستدامة للمجالات البحرية بساحل المهدية (القنيطرة)، والممول من طرف : صندوق المنح الخضراء العالمي  (Global Greengrants Fund)، تم توزيع شواهد المشاركة على المشاركات والمشاركين في الخرجة الميدانية المؤطرة، وتم توجيه كلمة شكر لكافة المساهمين في تنظيم هذا الحدث،  من طرف  محمد بنيخلف، رئيس الجمعية بالنيابة عن باقي أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية، والذي شكر بالمناسبة  الجهة المانحة للمشروع “صندوق المنح الخضراء العالمي” على تمويله لأنشطة المشروع. كما دعا الجميع للقيام بدورهم في المحافظة على البيئة البحرية وحمايتها من التلوث، لتحقيق الرخاء والرفاهية للجميع، وضمان حقوق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية، وفي بيئة آمنة ونظيفة.

 

 

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا